في زحمة الأحداث السياسية المتلاحقة، يطل علينا ينال فريحات، عضو جبهة العمل الإسلامي، بتصريحات تتجاوز حدود المنطق. يتحدث وكأنه الناطق الرسمي باسم غزة، متجاهلاً أن عمان ليست غزّة، وأن هناك حدودًا يجب احترامها. فهل يا ترى نسي فريحات أن الأردن له سياسته المستقلة ورؤيته الخاصة التي لا يمكن اختزالها في قضايا خارجية؟
يبدو أن فريحات قد فقد البوصلة، إذ يتهم صانعي القرار في عمان بالقصاص والتدمير، وكأنهم هم من يتحكمون بمصير المنطقة. هذه الاتهامات مرفوضة جملة وتفصيلاً، فهي لا تعبر عن الواقع ولا تعكس مصلحة الأردن. هل يعتقد فريحات حقًا أن المليشيات الإيرانية التي يتحدث عنها تمثل المقاومة؟ أم أنه يخلط بين المقاومة الحقيقية والمصالح السياسية الضيقة؟
حديث الصفدي كان سياسيًا ودبلوماسيًا بامتياز، بعيدًا عن الانتماءات العابرة للحدود التي تعزز الانقسام الفلسطيني. لماذا لم نسمع ردودك على خليل الحية والمحور الإيراني؟ أم أن انتقائك للخصوم يتبع أهواءً شخصية وليس مصلحة وطنية؟
يا سعادة النائب، لا شك أننا كنا مع غزة في كل الأوقات، ووقفنا معها حتى آخر لحظة. ولكن، أليس من الأفضل أن نتحدث بهدوء ونترك الانفعالات جانبًا؟ الاتهامات الباطلة لم تعد تُسمن أو تغني من جوع. في عمان رجال مستعدون للدفاع عنها في الأوقات الصعبة، ولديهم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة لصالح العباد والبلاد.
دعونا نترك المزايدات جانبًا ونركز على ما هو أهم: مصلحة الأردن وشعبه. فالأردن بحاجة إلى قيادات حكيمة تدرك أهمية التوازن بين دعم القضايا العربية وضرورة الحفاظ على استقرار الوطن.