أحمد الضامن
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والأردن قدّم وعلى مدار أكثر من 460 يوم نموذجاً عربياً وعالمياً، نابعاً من الأخوة الصادقة ، في المساهمة الإنسانية والسياسية بمختلف الجهات، لنصرة أشقائنا ووقف العدوان الغاشم.
الأردن منذ اليوم الأول تبنى نهجاً واضحاً جمع بين تقديم الدعم الإنساني عن طريق المساعدات الإنسانية وكسر كافة التحديات لإيصالها إلى أبناء قطاع غزة، إلى جانب الجهود السياسية بقيادة جلالة الملك والعمل الدبلوماسي الفاعل لكسب تأييد العالم بحقوق الفلسطينيين والالتزام بالقضية الفلسطينية، ووقف الحرب على قطاع غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي.
منذ السابع من أكتوبر 2023، بدأت الجهود الأردنية وبعمل مكثف في تقديم الدعم اللازم للأشقاء في فلسطين وقطاع غزة، وذلك كان نابعاً من إدراك الأردن قيادة وحكومة وشعباً لأهمية التخفيف من معاناة المدنيين والأبرياء والدفاع عن حقوقهم ووقف الحرب بكافة السبل، وهذا ليس بجديد على الأردن الذي يعتز ويفتخر بالروابط التاريخية مع فلسطين.
الأردن كان أول دولة عربية وعالمية تقوم بكسر الحصار والتوجه نحو الإنزال الجوي لكسر حصار أهالي قطاع غزة الذين تم حرمانهم من المساعدات البرية ، حيث قامت طائرات سلاح الجو الملكي بقيادة وإشراف جلالة الملك بإنزال المساعدات جواً إلى أهالي قطاع غزة ، ليكون القائد الوحيد الذي يشرف بنفسه على إرسال المساعدات إلى قطاع غزة، وما تبعها من إنزالات جوية، وإرسال مستشفيات ميدانية وقوافل طبية إلى القطاع للتخفيف من معاناة السكان، بالإضافة إلى استقبال الجرحى في المستشفيات الأردنية لتلقي العلاج، وهذا أكد للعالم أجمع بأن الأردن موقفه ثابت وراسخ في دعم الأشقاء بكافة السبل الممكنة، والمطالبات الأردنية كانت واضحة للعيان بضرورة وقف الحرب على غزة والتحذير المتكرر من التداعيات الخطيرة لهذا العدوان.
وحرص جلالة الملك على القيام بدور نشط في وقف الحرب ودعم الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حلول سلمية، والعمل على حشد التأييد الدولي لوقف التصعيد في غزة منذ اليوم الأول، ودعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف العدوان على الفلسطينيين وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وهذا الالتزام والحرص انطلق من قناعة راسخة بأن فلسطين هي قضية العرب الأولى، وأن السلام الشامل والعادل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال احترام حقوق الفلسطينيين ووقف العدوان حماية الأبرياء.
الأردن كان بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في طليعة الدول العربية التي تدافع عن القضية الفلسطينية، حيث تمثل هذه القضية جزءاً أساسياً من سياسة المملكة، وكانت أساس الجهود الحثيثة والمتواصلة مع كافة دول العالم بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني يبذل الكثير من أجل تحقيق السلام العادل والشامل، إيماناً بأن القضية الفلسطينية هي مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط، وكان وسيبقى الدور الأردني بقيادة جلالة الملك نموذجاً للالتزام العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، فالأردن يسعى إلى تحقيق رؤية السلام التي تضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة وتضع حداً للصراعات المستمرة في المنطقة.
كما لا ننسى الدبلوماسية الأردنية ممثلة بوزارة الخارجية الأردنية، والتي كانت محرك رئيسي في الجهود الدبلوماسية والسياسية التي تستهدف التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني وضمان تحقيق الاستقرار في المنطقة، والعمل على التواصل المستمر مع دول الجوار والقوى الكبرى، لإيصال صوت الفلسطينيين إلى كافة المحافل الدولية والمطالبة بوقف العدوان، ووقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، وضمان حماية المدنيين في غزة.
في النهاية الحديث يطول عن دور الأردن، والجهود التي يقوم بها جلالة الملك والدبلوماسية الاردنية التي كان لها دور محوري في تعزيز الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة، فالقضية الفلسطينية كانت وستبقى جزءاً لا يتجزاً من وجدان الأردن والقيادة الهاشمية والأردنيين.