2025-12-05 - الجمعة
00:00:00

آراء و مقالات

الشيخ عبدالكريم العوايشة (أبوعبطان).. سيرة رجل من رجال الكرم الأردني الأصيل

{clean_title}
صوت عمان :  

بقلم : محمد نمر العوايشة 

في مدخل مدينة السلط العريقة، وعلى بوابة الكرم والشهامة، عاشت ذاكرة الناس حكاية رجل تحوّل اسمه إلى رمز للكرم وعنوان للفروسية والمروءة. إنه الشيخ عبدالكريم المناور البخيت العايش العوايشة، المعروف بين أبناء منطقته بـ”كريم السرو”، الرجل الذي لم يكن مجرد شيخ في قومه، بل كان مدرسة قائمة بذاتها في الجود والعطاء والإباء.

وُلد الشيخ عبدالكريم العوايشة في العام 1916، وعاش حياةً ملؤها العزة والكرامة، حتى وافته المنية عام 1985، مخلفًا إرثًا من القيم والمواقف التي لا تزال تتناقلها الألسن والقلوب. عاش في منطقة "السرو” الواقعة عند مدخل السلط، تلك المدينة التي طالما أنجبت رجالًا يزينون صفحات التاريخ الأردني بالبطولات والكرامة. ومن "السرو”، خرجت حكاية رجلٍ عرفه الناس بسخائه حتى استحق عن جدارة لقب "كريم السرو”.

لم يكن كرمه عاديًا ولا مألوفًا، بل كان من طراز فريد يروى في المجالس كمآثر الأوّلين. يُقال إنه إذا زوّج أحد أبنائه، توقفت الأعراس من حوله؛ إذ لا يستطيع أحد أن يضاهيه في بذخه وسخائه. ينتظر الناس عامه ليقيموا بعده أفراحهم، خشية أن يبهت نور احتفالاتهم أمام وهج كرم أبي عبطان.

ومن الصور التي بقيت حية في ذاكرة الناس، أنه كان يشرب السمن البلدي على المنسف كما يُشرب اللبن، كناية عن شدة حبه لإكرام ضيوفه، واعتزازه بالضيافة كقيمة عربية وأردنية أصيلة. لم يكن يقدم الطعام، بل يقدم روحه مع كل لقمة، ويفرش الأرض للضيف وكأن السماء تمطر ذهبًا في حضرته.

لكن كرم الشيخ عبدالكريم لم يكن مقتصرًا على المائدة فقط، بل تجاوزه إلى المعاني الأعمق. فقد عرف بالشهامة والمروءة والنجدة، وكان يقف مع القريب والبعيد، لا يسأل عن النسب ولا عن المصلحة، بل عماده في ذلك "الطيب” الذي كان يسكن قلبه.

كان فارسًا في مواقفه، نقيًا في علاقاته، صادقًا في حبه لأقاربه وأبناء مدينته. أحب الناس فأحبوه، وخدمهم من قلبه لا طلبًا لذكر أو صيت، بل لأن الرجولة عنده كانت فعلًا قبل أن تكون لقبًا.

رغم مرور العقود على رحيله، لا يزال اسمه يتردد في المجالس، وتُروى قصصه في بيوت السلط وخارجها. ورث أبناؤه وأحفاده هذا الاسم الثقيل في قاموس القيم، فكانوا على نهجه في الخير والبذل والعطاء، وكلما ذُكر اسمه، تلألأت على الوجوه ابتسامة فخر، واهتزت القلوب بحنينٍ إلى زمنٍ كان فيه الكرم شيمة والضيافة شرفًا.

رحم الله الشيخ عبدالكريم العوايشة، وجزاه عن أهله وبلده خير الجزاء، فقد كان جبلًا من وقار وكرم، ومصباحًا في ليل المروءة، لا ينطفئ نوره في ذاكرة الناس. هو اليوم ليس مجرد صورة بالأبيض والأسود، بل صفحة ناصعة في كتاب المجد الأردني.


شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة حجازي: مكافحة الفساد استردت نحو 100 مليون دينار غارة سعودية تستهدف قوات حكومية في اليمن كأس العرب: الفدائي يفرض التعادل على تونس الاردن .. موظف في التربية يختلس آلاف الدنانير من أموال مخصّصة لطلبة سوريين في التسعيرة المسائية: ارتفاع طفيف على أسعار الذهب في الاردن كأس العرب: سورية تفرض التعادل على قطر الفيصلي يحافظ على صدارة الدرع بثلاثية في شباك الرمثا الحكومة: تركيب كاميرات لمراقبة المتسولين طقس متقلب في الأردن: أجواء لطيفة اليوم وتحذيرات من أمطار غزيرة وسيول السبت وفيات يوم الجمعة 5-12-2025 في الأردن النشامى ينتظرون قرعة المونديال… من ستكون أولى خصوم الأردن؟ أطعمة قد تدمّر مفاصلك بصمت… خبراء يحددون أسباب النقرس "داء الملوك" نحو 160 ألف متقاعد تحت خط الـ300 دينار… دعوة لإصلاح عاجل يعيد الاعتبار لرواتب الضمان الكيتو تحت المجهر: خسارة وزن مؤقتة مقابل مخاطر صحية دائمة بعد أول لقمة حلوى… ماذا يحدث لأسنانك؟ خطأ يومي يُدمّر الأسنان بصمت! كيف يؤدي الضغط النفسي والتوتر إلى تساقط الشعر؟ الأمن العام يطلق خدمة التدقيق الأمني على المركبات عبر الرقم المجاني 117111 حقيقة وفاة الفنانة الكويتية حياة الفهد