يشهد سوق الغذاء في الأردن قبل قدوم شهر رمضان المبارك، حالة من الازدحام والنشاط غير المسبوقين، حيث تتزايد مبيعات المواد الغذائية بين 35-50%، وكلما انخفض معدل دخل الفرد زاد انفاقه، و قد يصل إلى 60% على الطعام. يتمثل هذا الارتفاع في التحضير للوجبات الرمضانية ومبادرات التبرع مثل موائد الرحمن، والطرود الخير، بالإضافة إلى التخزين في المنازل لتلبية احتياجات العائلات، التي تزداد تجمعاتها الاجتماعية خلال هذا الشهر الفضيل.
ومع التحضير لكميات كبيرة من الأطعمة المتنوعة، يواجه العديد من الأفراد تحديات تتعلق بالإسراف في الطعام، مما يؤدي إلى هدر كبير. تشير الدراسات البيئية إلى أن حجم هدر الطعام في الأردن يتزايد بشكل غير متناسب خلال شهر رمضان، حيث يُتوقع أن يتجاوز الهدر الغذائي 35-50% من إجمالي الطعام الذي يتم تحضيره. هذا الرقم ينبهنا إلى ضرورة التفكير في كيفية استهلاك الطعام بشكل أكثر كفاءة.
على الجانب الآخر، يتأثر قطاع المطاعم بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان. في الأسبوعين الأولين، تشهد المطاعم ركودًا في الحركة، حيث يفضل الناس تناول الإفطار في منازلهم. ولكن في الأسبوعين الأخيرين، يرتفع الإقبال على المطاعم بشكل ملحوظ، مما يؤكد على التحول في سلوك المستهلكين مع اقتراب نهاية الشهر.
ختامًا، من الضروري تعزيز الوعي حول استهلاك الطعام بشكل معتدل، لتحقيق التوازن بين الحفاظ على التقاليد وتجنب الإسراف. تلعب المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية دورًا حيويًا في تنظيم موائد الرحمن وتوزيع الطعام بكفاءة، ويمكن الاستفادة من التكنولوجيا، مثل تطبيقات إدارة المخزون ومنصات التواصل الاجتماعي، لتسهيل توزيع الطعام الزائد. إن هدر الطعام يؤثر سلبًا على الاقتصاد والبيئة من خلال زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فعّالة لحماية كلا الجانبين.