ان كانت الطاولة مربعة الاضلاع مطلبا عربيا لجلوس الفرقاء، فإن هذه الطاولة يجب أن تبدأ من دمشق، خالية من أوراق الشروط والاملاءات و المحاصصات، بل عليهم الجلوس للمستقبل ولإعادة اللاجئين وإيقاف مسلسل الموت والإرهاب وإغلاق ملفات المخدرات والمنظمات والخلايا والمليشيات والقواعد العسكرية، طاولة تحدد جدول إعادة الاعمار والنهوض بعلاقات حسن الجوار.
المتغيرات الدراماتيكية التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة تطلب من النظام السوري أن يتفاعل معها، وأن يقتنص فرصة تاريخية لكل أطراف الصراع فيه، والتفكير بعيدا عما كان قبل سنوات، فالرهانات يجب أن تكون واقعية، ولعل رسائل موسكو وواشنطن وصلت بإن المصالح الوطنية لهم مقدمة على الحفاظ على تحالفات مكلفة لهم ماديا وسياسيا وعسكريا.
حسنا إذن، المصلحة تقول بأن عمقا عربيا قادرا على تحقيق استقرار سوري افضل بكثير. والمصلحة تحتم فتحا غير مشروط لعودة العائلة السورية لتلتئم وتعمل في أرضها فتزهر وتبني بدلا من التشرد في الشمال والجنوب والشرق والغرب، عندها فقط ستمتد الأيادي العربية لتبادلكم الخطوة بخطوات.