تحت وطأة التحديات المتجددة، وفي ظل طيات الظلام العميق المحيطة، ينبض قلب المملكة الأردنية الهاشمية بالحماية واليقظة، حيث تقف دائرة المخابرات العامة"فرسان الحق" كحارس صامت لكنه لا ينام، وقوة خفية تتحرك بخفة الرمح وحكمة الصقر، لتصد كل تهديد يقترب من الوطن أو شعبه. هي العين التي ترى ما لا يراه غيرها، والدرع الذي يواجه المخاطر قبل أن تلمس أرض المملكة، والأداة التي تحوّل الاستراتيجية الوطنية إلى واقع ملموس على الأرض، ليظل الأردن واحة أمن وأمان وسط محيط إقليمي ملتهب بالتقلبات والصراعات. فأثبتت هذه المؤسسة أن الاحتراف ليس مجرد شعار، بل نهجٌ متأصل في مدرسة أمنية راسخة صاغتها التجربة وصقلتها الحكمة.
حكمة القيادة الهاشمية انعكست على تحقيق الإنجازات بشكلٍ متميز، فالدائرة ليست مجرد جهاز أمني، بل هي رمز حي للوفاء والانتماء الوطني، وصرح يعكس قدرة القيادة الأردنية على الصمود والثبات في أصعب الظروف. إنها شعلة مضيئة ودرع صامد يحمي حاضر المملكة ومستقبلها.
ويقف في مقدمة هذه المؤسسة إدارة على أعلى درجات الكفاءة، تمتلك رؤية هادئة وحازمة في آن واحد. إن دور مدير دائرة المخابرات لا يقتصر على إدارة جهاز أمني فحسب، بل توجيه منظومة كاملة تعمل على مدار الساعة، ترى ما لا يُرى وتواجه ما لا يُحكى. إنها قيادة حصيفة عززت مسارات العمل الاستخباري، وطورت الموارد البشرية، وأدخلت أحدث التقنيات، مما جعل الدائرة قادرة على مجابهة التهديدات التقليدية والرقمية بذات القوة والصلابة.
إن المرحلة التاريخية الحساسة التي تأسست فيها دائرة المخابرات العامة أكسبتها قدرة استباقية على حماية الوطن، وبناء منظومة أمنية متكاملة قادرة على مواجهة أي تهديد. ومنذ تأسيسها لعبت الدائرة دوراً محورياً في كشف المؤامرات ومكافحة الإرهاب ورصد التهديدات الداخلية والخارجية، وقد أثبتت عبر عقود أنها مؤسسة تتطور ولا تتوقف، وتتقدم ولا تتراجع، لتصبح نموذجاً يُحتذى به في الشرق الأوسط.
ولم تكتفِ الدائرة بجمع المعلومات، بل أتقنت تحويلها إلى خطط عمل دقيقة، وإجراءات تُنفّذ بأعلى درجات السرية والانضباط. هذا الجمع بين الكفاءة والإدارة الذكية والتنسيق بين المراكز المختلفة هو ما جعلها قادرة على تحديد الأولويات ووضع برامج فعّالة لمواجهة التهديدات، وإدارة الموارد البشرية والتقنية بأعلى مستويات الاحتراف. فهي تستبق الخطر قبل أن يطرق الباب، لأنها تدرك أن الأمن ليس رد فعل، بل توقع واستشراف، وأن حماية الوطن ليست مهمة، بل واجب وشرف ورسالة لا يعرفها سوى الأوفياء.
ان ما تبذله الدائرة لأفرادها من تدريب متواصل وتطوير لقدراتهم ساهم في جعلها في الطليعة دائماً؛ مؤسسة مبتكرة تعتمد على المهارة والخبرة والتكنولوجيا الحديثة. كل عنصر فيها يتحمل مسؤولية وطنية كبيرة ويعمل بروح انتماء صادقة، مما يجعلها قوة استثنائية قادرة على مواجهة أي تهديد مهما كان معقداً.
والأردنيون بدورهم كانوا وما زالوا شريكاً أصيلاً في منظومة الأمن الوطني. فالمواطن الواعي، المحب لوطنه وعلى درجة كبيرة من اليقظة والحس الوطني، والذي يبلغ عن أي خطر أو أي نشاط مشبوه ويقف مع الدولة في مواجهة التحديات، هو أساس نجاح الدائرة. فالأمن مسؤولية مشتركة بين القيادة الحكيمة، والمؤسسات المحترفة، والشعب الواعي.
ولا تُعلن الدائرة تفاصيل عملياتها حفاظاً على أمن الدولة، لكن آثارها واضحة في الإنجازات التي حققتها ونجاحها الظاهر للعيان في إحباط خلايا إرهابية قبل أن تتحرك، وكشف وتفكيك شبكات تجسس ومخططات عابرة للحدود، ومراقبة الحدود ومنع محاولات تهريب السلاح والمخدرات، ومواجهة التطرف وحماية عقول الشباب من التجنيد والسيطرة عليها عبر الفضاء الالكتروني، وتحصين الوطن إلكترونياً في زمن الحروب الرقمية والكشف عن حملات التضليل والتصدي للهجمات الالكترونية.
وان هذه الإنجازات هي نهج متواصل من العمل المستمر في كل ساعة، وكل لحظة، خلال زمن تتقدم فيه التكنولوجيا وتتغير فيه أساليب التهديد، لذا فإن تطوير قدرات الأمن السيبراني قد منح المؤسسات حصانة من الاختراق والهجمات الرقمية، لتظل المملكة حصناً منيعاً وعصياً في زمن الحروب الإلكترونية ، فلم تبقَ المخابرات في وضع المتفرج، بل انتقلت إلى فضاء الأمن الرقمي، وفضحت شبكات التزييف، وواجهت حملات التضليل التي تستهدف وعي المجتمع.
اليوم... ينعم الأردن بالأمان لأن فيه قيادة ترى أبعد من الجميع، ومؤسسة استخبارية تبقى يقظى لا تهدأ، وشعباً وفياً لا يتخلى عن وطنه. وهكذا يبقى الأردن نموذجاً للأمن والاستقرار في المنطقة، ودرعاً لا يُكسر مهما تكاثفت التهديدات.
الأردن… وطن محمي لأن فيه رجالاً يخلصون، وقيادة تضيء الطريق، ومخابرات عامة تبقى دائماً الدرع الذي لا ينكسر.