2025-12-15 - الإثنين
00:00:00

آراء و مقالات

السردية الوطنية الأردنية: التاريخ الذي لا يُختزل

{clean_title}
صوت عمان :  

بقلم: إشراق بني مصطفى

يذهب بعض المتهمين والمضلّلين إلى التشكيك بتاريخ الأردن من خلال اختزاله في قِصر عمر الدولة الأردنية الحديثة، في حين يجهل كثير منهم عمق التاريخ الذي قامت عليه هذه الدولة العريقة. فالأردن لم يكن يوماً وليد الحاضر، بل هو أرض حضارة ضاربة في جذور الزمن، تشهد عليها أعمدة جرش، وتشهد عليها المدينة الوردية البتراء، كما قامت على أرضه ممالك تاريخية راسخة مثل أدوم ومؤاب وعمون.

ويُعدّ موقع عين غزال واحداً من أقدم القرى الزراعية وأكبرها في التاريخ الإنساني، وهو دليل واضح على أن أرض الأردن ليست طارئة على التاريخ، بل تحمل إرثاً حضارياً وإنسانياً عميقاً، يؤكد أصالتها وعراقتها عبر آلاف السنين.

أما تاريخنا الحديث، فمنذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وحتى يومنا هذا، فقد رسمت الدولة الأردنية مساراً مشرفاً للأجيال. فـعام 1921 لا يمثل بداية التاريخ، بل هو لحظة تنظيم سياسي حديث لتاريخ ممتد على أرض الأردن، جاءت لتنقل هذا العمق الحضاري إلى إطار الدولة والمؤسسات.

وقد نشأت الدولة الأردنية في سياق الثورة العربية الكبرى، حاملة مشروعاً سياسياً قائماً على الشرعية الهاشمية، والتوافق المجتمعي، وبناء مؤسسات الدولة، وتنظيم إمارة شرق الأردن داخلياً. واستطاعت، رغم التحديات، أن ترسّخ نموذجاً في الاستقرار والحكم الرشيد.

إن اختزال الدولة الأردنية في قِصر عمرها الزمني يتجاهل حقيقة راسخة مفادها أن الدول لا تُقاس بعدد سنواتها، بل بقدرتها على الاستمرار، وحماية أمنها، وإدارة التعدد، وصون هويتها الوطنية. فالدولة التي تصمد أكثر من قرن في إقليم مضطرب، وتحافظ على تماسكها ومؤسساتها، هي دولة تمتلك سردية وطنية راسخة.

وقد خاض الأردن الحروب دفاعاً عن سيادته، وكان الانتصار في معركة الكرامة محطة مفصلية أعادت الاعتبار للكرامة الوطنية، ورسّخت قدرة الدولة الأردنية وجيشها العربي على حماية الأرض والسيادة. كما قدّم الأردن مواقف مشرفة في مختلف المحطات التاريخية، عكست ثباته على مبادئه وقيمه.

ومن هنا، فإن نقل النقاش من سؤال: كم عمر الدولة؟
إلى سؤال: كيف نشأت؟ وعلى أي قيم قامت؟ وكيف حافظت على استقرارها؟
يُعدّ مدخلاً حقيقياً لبناء وعي وطني ناضج، قادر على مواجهة التشكيك، وتعزيز الانتماء، وغرس قيم الولاء والهوية الوطنية.

لكن يبقى السؤال الأهم: من المسؤول عن تعزيز السردية الوطنية اليوم؟
الجواب أن هذا الدور مشترك؛ يبدأ من التنشئة الأسرية بوصفها حجر الأساس في بناء المواطنة، ويمتد إلى المناهج المدرسية التي يجب أن تحمل في طياتها تاريخ الأردن العريق، وأن تُرفق بأنشطة مدرسية تُعرّف أطفالنا بالمواقع الأثرية في أردننا الحبيب، منذ فجر البشرية على هذه الأرض المباركة.

كما يقع على مؤسسات الدولة دور محوري في تعزيز السردية الوطنية، من خلال أمسيات وطنية وجلسات تثقيفية، يشارك فيها رجال ونساء عايشوا محطات من تاريخنا، وأسهموا في بنائه. ويجب أن نُعزّز ثقافة الفخر بما قدّمه هذا الوطن من شهداء وتضحيات ومعارك، وأن نفتخر بقيادتنا الهاشمية، وجيشنا العربي، وتراثنا، وعاداتنا، وأكلاتنا الشعبية.

إن كثيراً من الدول تتمنى امتلاك ما يمتلكه الأردن من عمق تاريخي وتماسك وطني. فالأردن ساحة مجد وعزة وكرامة، يحمل في طياته تاريخاً عريقاً، ويصنع لأبنائه مستقبلاً آمناً وعزيزاً.

دودين طلب وأبوالبصل أعطى... حضور رسمي ووطني في جاهة ابو عوض والقاسم - صور حسان يوجه بتحويل المقصرين والمخالفين بقضية الشموسة للادعاء العام وفاة رجلي أمن بحادث سير أثناء عودتهما من مركز حدود جابر كارثة المدافئ تكشف عجز منظومة الرقابة والتفتيش النائب احمد الشديفات عشرة أرواح في أقل من 24 ساعة… من يحاسب على مدفأة الموت؟ سلامي قبل موقعة السعودية: الغيابات مؤثرة لكن طموح النشامى بلوغ النهائي لا يتغيّر رئيس جامعة البترا يبحث سبل التعاون الأكاديمي مع وفد كلية "إدموندز" رينارد: جاهزون لمواجهة الأردن وهدفنا النهائي.. ويشيد بجمال سلامي الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مشروع مدينة عمرة الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدر و50 غراماً من مادة الكريستال سفيران جديدان يؤديان اليمين القانونية أمام الملك الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا قرارات مجلس الوزراء اتحاد كرة القدم يعلن أسعار تذاكر مباريات النشامى بكأس العالم حين يشتد ظلّ الخطر… تشرق حكمة القيادة وتنهض المخابرات درعاً لا ينكسر مدير عام الضريبة: الحكومة تبنت عدم فرض أي ضرائب القضاء يلزم مريضي سرطان بحفظ سور من القرآن كعقوبة بديلة النشامى ينهي تحضيراته لمواجهة السعودية بنصف نهائي كأس العرب السردية الوطنية الأردنية: التاريخ الذي لا يُختزل