منذ أن تولّى الدكتور علي عزّت العبداللات مهامه مديرًا لإدارة مستشفيات البشير في سبتمبر من العام 2021، شهدت هذه المؤسسة الصحية الوطنية الأكبر في المملكة الأردنية الهاشمية تحوّلاً نوعيًا في مستوى الخدمات الطبية والإدارية، وارتقاءً ملموسًا بالبنية التحتية وتجهيزات المستشفى، لتصبح مستشفيات البشير اليوم نموذجًا يُحتذى به في الإدارة الصحية الحكيمة والمتجاوبة مع حاجات المواطنين.
لقد أدرك الدكتور العبداللات منذ اليوم الأول لتسلّمه المنصب أن حجم التحديات الملقاة على عاتقه كبير، نظراً للطبيعة الاستثنائية لمستشفيات البشير من حيث عدد مراجعيها وخطورة الحالات التي تستقبلها، فضلاً عن كونها الوجهة العلاجية الأولى لشريحة واسعة من أبناء الوطن.
ففي العام 2024 وحده، استقبلت مستشفيات البشير ما يقارب مليون وثمانمئة ألف مراجع، بزيادة تُقدّر بمئتي ألف عن العام الذي سبقه. كما أجريت فيها أكثر من 51 ألف عملية جراحية، منها جراحات نوعية ومعقدة في الدماغ والقلب المفتوح، إلى جانب أكثر من 13 ألف حالة ولادة. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي انعكاس مباشر لكفاءة إدارية وطبية متقدمة، وبنية تحتية تتطور بخطى ثابتة نحو الأفضل.
ومن أبرز ما تحقق في عهد الدكتور العبداللات، استحداث وحدات طبية متخصصة لم تكن موجودة من قبل، من بينها مركز الغدد الصماء والسكري، ووحدة الجلطات الدماغية، ووحدة السموم، إلى جانب التوسع في تجهيز عيادات جراحة الأعصاب والقلب، وشراء أجهزة طبية متطورة أبرزها جهاز PET SCAN الوحيد من نوعه في مستشفيات وزارة الصحة، والذي بلغت كلفته أكثر من 1.6 مليون دينار، مما عزز من القدرة التشخيصية خاصة في حالات السرطان.
ولم يكن الجانب الإداري بعيداً عن التطوير، حيث حصل مستشفى الإسعاف والطوارئ والعيادات الخارجية ضمن مستشفيات البشير على اعتماد مجلس اعتماد المؤسسات الصحية في يونيو 2023، وهو إنجاز استثنائي يعكس الالتزام الصارم بمعايير الجودة وسلامة المرضى، ويؤكد كفاءة الإدارة في مواكبة المتطلبات الحديثة للقطاع الصحي.
وفيما يتعلق برضى متلقي الخدمة، فإن المواطن الأردني بدأ يلمس فرقًا حقيقيًا في مستوى الاستجابة وجودة الرعاية، ليس فقط من خلال تسهيل الإجراءات وتقليل مدة الانتظار، بل أيضًا من خلال السرعة في التعامل مع الملاحظات والشكاوى. وقد برز ذلك جليًا من خلال المتابعة المباشرة للدكتور العبداللات للملاحظات التي ترد عبر برنامج "عمان هذا الصباح”، حيث يُعرف عنه تجاوبه الفوري، وتوجيهه المباشر للوقوف على أي شكوى ترد سواء عبر البث المباشر أو خلف الكواليس، وحتى في ساعات متأخرة من الليل، إدراكًا منه أن حق المواطن في الرعاية الصحية لا يرتبط بساعات الدوام الرسمي، بل هو التزام إنساني ووطني مستمر على مدار الساعة.
هذا النمط في القيادة، الذي يجمع بين الحزم الإداري والمرونة الإنسانية، انعكس إيجابًا ليس فقط على المتعاملين مع المستشفى من المواطنين، بل أيضاً على الكوادر الطبية والتمريضية والفنية التي شعرت بأن الإدارة باتت أقرب إليهم، تستمع لهم، وتدافع عن حقوقهم، وتوفر لهم بيئة عمل أكثر استقرارًا وتحفيزًا على العطاء.
وفي ظل هذه الروح، ارتفع مستوى الرضى الوظيفي لدى العاملين في المستشفيات، وتحسنت علاقة المريض بالكادر الطبي، وبرزت مشاعر التقدير والثقة المتبادلة، ما أسهم بشكل مباشر في تعزيز بيئة العمل وتقليل التوترات التي كانت تُعيق سير بعض الخدمات في السابق.
إن ما تحقق في عهد الدكتور علي العبداللات ليس محض صدفة، بل هو نتيجة طبيعية لإدارة تؤمن بأن الصحة ليست فقط علاجًا، بل كرامة، وواجب، وحق دستوري لكل أردني. إدارة تحترم المواطن وتعزّز دور الطبيب والممرّض وتؤمن بأن المؤسسة القوية هي تلك التي تُبنى على الثقة، والعمل الجماعي، والتخطيط المدروس.
ولذلك، فإننا نرفع القبعة احترامًا وتقديرًا لهذه التجربة القيادية التي تمثل قدوة في العمل العام، وندعو إلى دعمها وتوسيع نطاقها في مختلف المؤسسات الصحية الوطنية، لما فيه خير المواطن والوطن.