تشير الدراسات الحديثة أن تغيرا مهما حدث في سلوك البشر خلال ال١٥ عاما الأخيرة أبرزها تفقد الهاتف النقال فور الاستيقاظ كأول نشاط ذهني و بدني يبدأ فيه اليوم و هو أمر يفعله أكثر من ٩٨٪ من الناس و هذا ما يثبت أن تأثير التطبيقات المختصة ببرامج التواصل الاجتماعي باتت تعمل على لوغاريتمية واضحة تهدف إلى زيادة الوقت أمام الشاشات الذكية و التقليل من التقارب الواقعي بين أفراد البشر.
و بعيدا عن الأثر الإيجابي لهذه البرمجيات في التسويق الإلكتروني و التجاري و هو سوق ضخم تجاوز عام 2023 مبلغ 232 مليار دولار أميريكي، ، إلا أن خطرا محدقا قد يلحق بنا إذا لم نتدارك السلبيات التي وصلت حد وصفها بالادمان الإلكتروني.
و لعل أخطر هذه التهديدات هي مرض تشتت الانتباه ، و الذي يهاجم حاليا جيل كامل من الأطفال رافعا من نسب الإصابة بأمراض التوحد و أطيافه على مستويات مختلفة، كما أن مشكلة ضعف التركيز أصبحت سيدة الموقف بين المراهقين و حتى طلاب الجامعات نظرا لانخراطهم بهذه البرمجيات كجزأ لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
كما لايمكن لنا نكران التأثيرات النفسية السلبية انعدام الخصوصية لان هذه التجارب المنتشرة من رحلات سفر فخمة و مطاعم راقية و تجارب تسوق باهظة قد تسبب بإحباط لدى شريحة غير قادرة لمجاراة كل هذا الزخم البصري الهائل و عليه فان الحذر أصبح امراً واجبا لا محالة.