أصابني الإحباط والحزن قبل قليل أمام مدرسة التميز في العقبة وأنا أنتظر مع الأهالي خروج الطلاب، فالشارع المكتظ بالطلبة والأمهات يمر منه ذهابا وقدوما شاب أرعن غير مسؤول بسيارة بكب أب يسير بسرعة عالية، ويستعمل الفرامل (البريكات) بشكل مفاجيء، ويعرض الجميع للخطر، وحال الجميع التعجب والحوقلة والتذمر من سوء المشهد، ولا يجدون من يوقفه عند حده.
وجدت أنه ليس من المروءة أن نقف صامتين، فوثبت بالشارع وأوقفت هذا المجنون، وإذا به شاب لا يزيد عمره عن ١٧ عاما، وسيء الطبع والطباع ولا يرده ولا يردعه قول ولا موعظة، فاضطررت للخشونة معه وسحبته من السيارة وطلبته رخصته وهممت إلى الموبايل لطلب الشرطة، فأخذ يبكي ويتوسل،،، تركته بعد أن أقسم أن لا يكرر المشهد.
لا أظنه سيتعظ، وسيكرر المشهد في مكان آخر، وأمثاله كثر، فهنالك غياب للتربية البيتية والمدرسية، وهنالك حاجة لتفعيل الرقاية والحزم بتطبيق القانون على هؤلاء.
ما أتمنى أن تقوم به مديرية الأمن العام هو إعادة تفعيل دور المرشد المروري، وهو رجل متزن عاقل ورع صادق يهمه أمر مجتمعه غالبا من متقاعدي الأجهزة الأمنية، ويتوافق على إختيارهم في كل ألوية ومحافظات وأحياء المملكة الحكام الإداريون ومديريات الشرطة، ويتلقون دورات خاصة ودفاتر مخالفات، ويقومون من خلالها بالابلاغ عن حالات التهور والعنجهية في قيادة المركبات.
عدد السكان يزداد والشوارع ضيقة، والأرصفة معدومة أو مشغولة بشكل غير قانوني، والمشاة من التلاميذ والطلاب والأطفال والأمهات وكل المواطنين بخطر حقيقي.