من تدنيس دارة الشهيد وصفي التل، اتابع ذهنيا و نفسيا و فكريا ، و مهنيا عملية المحو و التفكيك و الازالة و الاستبدال في هوية الدولة و المجتمع .
ولم يخطر على بالي ، وانا اقلب اعلان المطعم ، و اتصفح قائمة" المنيو " ووجبات المطعم التي يقدمها : اوزي وملوخية و مقلوبة، و مسخن ،ومفتول ومندي و زربيان ، اطعمة اخرى ان يستهدف امتهان المنسف واخيتار صورته غلافا للاعلان المسيء .
الاعلان غير بريء ، وما من اردني حر اليوم سوى فقير او ميسور الا شعر بالاهانة والقلق .
الموضوع لا يتصل في منسف وعزومة بالاقساط ، فكلنا دون استثناء قيد المساواة و مباعون او معروضون للبيع ، بل بالمعنى و النية السئية و القصد ..
لا تغضبوا ايها الاردنيين رموزكم عرضة للاهانة و التمسيخ .. وهذا مربط الفرس ، ومن هنا انا اقراء الاعلان او غيره ، و لا اقبل اي تفسير او تأويل ثان .
انا اعرف ان ثمة اردنيين مططيء رؤسهم كالنعام في وحل واقع الاستجداء و التنفع والتكسب .. وأعرف من يقرع الجرس ،و ان تأخر وصوله ؛ فما اسهل ان يغتال و يصفى ، ويجرم .
من دارة وصفي التل الى متحف الدبابات و القائمة طويلة ، فماذا ننتظر بعد، وما هي الرموز المؤسساتية و الاجتماعية و الوطنية المطلوب تصفيتها و تسخيفها و اهانتها ومحوها من الوجدان و الذاكرة، و الخريطة ؟!