2024-11-25 - الإثنين
00:00:00

آراء و مقالات

الإسكندرونة الاسم الذي غاب في هاتاي

{clean_title}
صوت عمان :  


د. مهند مبيضين

الأسكندرون أو هاتي أو هطاي هي المحافظة الأشد تضررا من زلزال تركيا، مركزها مدينة انطاكية، وهي ارض عربية اقتطعت من سوريا في أيام الانتداب الفرنسي والحقت بتركيا عام 1939.

كان الضمّ التركي بدعم سلطات الانتداب الفرنسي، مشكوكا بصحته القانونية، بناء على استفتاء شعبي تجمع المصادر التاريخية على انه كان مزور، لكنه كان ضمّاً لتعويض الاتراك عن خسائرهم في معاهدة سيفر التي وقعت في آب 1920 بين تركيا ودول الحلفاء والتي رفضتها الحركة القومية التركية عام 1923 بزعامة اتاتورك؛ نتيجة لبنودها المجحفة بحق تركيا، وكان الضم مبنياً على قرار صدر من عصبة الأمم.

كنّا في زمن ماضٍ ندرس في المدارس الاردنية أوائل الثمانينيات حين كانت المناهج موحدة مع القطر السوري والقطر الأردني أن لواء الإسكندرونة محتل كما عربستان وارتريا ومنطقة جبل طارق، ولاحقا تراجع الحديث عن الاحتلال وعن الاسكندرونة اللواء المسلوب لصالح تركيا واختفى كل شي عن تلك البلاد من مناهجنا ومدارسنا.

ليس المهم اليوم في ظلّ الكارثة إن كانت هاتي سورية او تركية التابعية، بالعكس لو بقيت سورية لكانت اليوم منكوبة أكثر مما هي عليه في ظل الدولة التركية التي لم هي أكثر استقرارا وأمناً وأفضل من سوريا التي تعيش عقداً من الصراع والدم والتمزق.

يبلغ عدد سكان الاسكندرون او هاتاي اليوم نحو مليوني نسمة، منهم اكثر من 450 الف لاجئ سوري، وكانت نسبة الاتراك من السكان 20% عند ضمّ اللواء لتركيا عام 1939، وهناك أكثرية عربية مقسمة بين سنة وشيعة، وثمة ارمن وسريان واكراد، وقد علمت الحكومة التركية على احداث تنمية مقصودة في هذا اللواء، نتيجة لأهميته الاستراتيجية، وقد وفد إلى اللواء بفعل الظروف الأمنية في العراق وسوريا المزيد من الهجرات، واللغة العربية منتشرة في المنطقة، وهناك علاقات وطيدة بين هاتي والمحافظات السورية التي تحدها من الجنوب والجنوب الشرقي مثل حلب واللاذقية.

أخيراً، تحتاج سوريا التي تتعاظم خسائرها البشرية بسبب ظروفها إلى دعم دولي وعربي كبير لتخفيف حدة الكارثة، وتحتاج تركيا دعما عربيا استثنائيا وموقفاً يعيدها إلى علاقاتها وتاريخها المشترك مع العرب، من باب الاخوة والتاريخ والمصير الواحد.