آلمنا و أحزننا خبر الاعتداء الآثم على العقيد عبدالرزاق الدلابيح نائب مدير شرطة معان رحمه الله وغفر له على أثر الاحداث التي تمر بها المملكة منذ فترة دون ان تكون هناك إرادة جديّة حقيقية
من رجالات الدولة لتطويق هذه الأزمة التي حذرنا مراراً وتكراراً من خطورة تداعياتها و طول أمدها في ظل غياب تام لمجلسي النواب و الاعيان والحكومة بينما رأينا هبتهم وفزعتهم لحل الخلاف بين ناديين ( الفيصلي و الوحدات ) على مكان مباراة وما ناموا الليل والنهار حتى انتهوا من تلك الأزمة بل وللأسف رأينا وسمعنا ان من تداعوا لحل تلك الأزمة هم من غادروا الوطن في ظل هذه الأزمة التي نمر بها فمنهم من ذهب الى قطر لحضور المونديال ومنهم من ذهب للسعودية ودول أخرى وتركوا الحبل على الغارب وسلموا الأمر للأجهزة الأمنية لإدارة المشهد بدون صلاحيات فلا تملك هذه الأجهزة صلاحية رفع الأجور ولا خفض الاسعار ولا تحقيق مطالب المعتصمين والمضربين
وهذه الأجهزة هم منّا وفينا يعانون مما نعاني ويعيشون تفاصيل حياتنا بكل فصولها بل انت تذهب لبيتك في المساء لتنام آمنًا وهو يسهر وبيده مسدسه وبندقيته لمطاردة المجرمين والخارجين عن القانون معرضًا نفسه وحياته للخطر وقد افضى الكثير منهم للقاء ربهم على ايدي المجرمين والخارجين عن القانون مضحياً بشبابه وميتماً لأبنائه ومرملاً لزوجته محزناً لوالديه ومحبيه وكان آخرهم العقيد عبدالرزاق الدلابيح غفر الله له والهمه اهله ومحبيه الصبر والرضى
ولا أدري ماذا أقول لأولئك النفر الذين
يقطعون الطريق بإشعال الإطارات واكوام الحجارة او الإعتداء على الماره وترويعهم والاصطدام والمواجهة مع ابنائنا واخواننا من الاجهزة الامنية واتعابهم واقلاق الراحة العامة وجلب الضرر للمرضى وكبار السن والاطفال نتيجة الغاز المستخدم لتفريق المحتجين والمخربين او تكسير وحرق الممتلكات العامة التي لا ينتفع منها إلا انا وأنت ولا يحتاجها إلا انا وانت بل بعضها نشف ريقنا وحفيت اقدامنا حتى تحصلنا عليه
وكل من يفعل هذه الافعال فمشكلته ليست مع ثلة من المفسدين او رفع لظلم او مطالبة بحقوق مسلوبة بل انت لك مشكلة مع الوطن و لا فرق بين الذي يحرق ويخرب وبين الذي يسرق ويفسد فكلكم شركاء في تدمير الوطن وجره للخراب
المعتدي على الانفس المعصومة وترهيب الآمنين وترويعَ الناس وتخريب الاملاك العامة والخاصة آثم شرعًا لأنه مرتكب لكبائر قال صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (... فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا)
إماطة الأذى عن الطريق صدقة قال النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
الذي ازاح شجرة عن طريق الناس كانت تؤذيهم دخل الجنة فكيف بمن يشعل النار في طريق الناس ؟؟
كيف بمن يضع الحجارة في طريق الناس؟؟
كيف بمن يروع الآمنين العابرين للطريق ؟؟
يقول صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين وفي رواية: مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأنحينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخل الجنة[2].
فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليعمل على رأب الصدع، وليسعَ إلى إصلاح ذات البين، وتجنُّب الإفساد والتحريض بين الناس، ومحاربة كل من يتصيد الحوادث لإثارة الفتن؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (... فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين) رواه الترمذي. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) متفق عليه.
وإذ نهيب برجال الدولة وقياداتها وحكمائها ووجائها وشيوخها وعشائرها ان تهب وتفزع لنزع فتيل هذه الأزمة وان لا نتركها تكبر حتى تجر العباد الى الفوضى والخراب والدمار وسفك الدماء لا قدر فكلنا ركاب سفينةً واحده إما نهلك جميعًا او ننجو جميعاً والدنيا كلها لا تعدل عند الله إراقة دم انسان مؤمن بغير حق
قال صلى الله عليه وسلم: لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق
نسأل الله ان يجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاء ً.