2024-11-25 - الإثنين
00:00:00

آراء و مقالات

شكراً دولة الرئيس.. وهذا أسد الضمان..!

{clean_title}
صوت عمان :  

بقلم: فيصل أسامة النجداوي

جميعنا كنا نرقب المشهد المتعلق بالضمان الاجتماعي بقلق وخوف حينما كانت الإدارة السابقة لمؤسسة الضمان الاجتماعي تتحدث عن تعديلات مرتقبة على قانون الضمان بحديث متكرر ويعتوره الغموض والتغيير المستمر وعدم اليقين، لكننا على الجانب المقابل كنا نتابع شخصية وطنية صادقة عميقة في طروحاتها وأفكارها هو الخبير الأستاذ موسى الصبيحي وكان ناطقاً رسمياً سابقاً للضمان لمدة (14) عاماً متواصلة، ولم يُعرَف عنه إلا التواصل والعمل الميداني والانفتاح على المجتمع حتى قيل بأنه أكثر شخصية رسمية تحاورت مع الأردنيين في مواقعهم، لم يترك منطقة الا وزارها وتحاور مع الناس في كافة أمور الضمان وقضاياه، في المدارس والجامعات والمنتديات والمساجد والكنائس والأحزاب وكافة منظمات المجتمع المدني، وهذا ما أكسبه ثقة الناس الذين ما زالوا على تواصل معه في كافة موضوعات الضمان، وقلما يثق الناس بمسؤول أو موظف عام رسمي.. ومع ذلك لا يزال الصبيحي موضع ثقة الناس الذين لم ينقطع عنهم يوماً بالرغم من مرور اكثر من سنة ونصف على استقالته الغاضبة الشهيرة من مؤسسته احتجاجاً على سياسات الإدارة السابقة التي لم يكن الصبيحي يتفق معها لا بل وانتقدها في كتاب استقالته المؤلفة من (37) صفحة، وها هو لا يزال يمارس دوره في توعية أبناء المجتمع بحقوقهم والتزاماتهم بالضمان دون كلل أو ملل..!

لقد قام الصبيحي، وهذا ليس مدحاً له قط، بقدر ما هو اعتراف بالحق والحقيقة وإسناد الفضل لأهل، قام بعمل عظيم منذ أن أفصحت مؤسسة الضمان في عهد إدارتها السابقة عن تعديلاتها المقترحة على قانون الضمان، والتي تضمنت تعديلات على حانب كبير من الخطورة الآثار السلبية على الجميع، فقد فنّدها الصبيحي عبر عشرات المنشورات والمقالات التأمينية بالتفصيل والفكر والحجة والرقم، حتى تبيّن للكثيرين أن تلك التعديلات لم تكن مدروسة بصورة صحيحة وضمن منهجية واضحة في تعديل مثل هذا القانون، ونبّه وحذّر من الكثير من هذه التعديلات، وواجه الكثير من الصعوبات والاتجاهات المعاكسة، لكنه لم يتراجع لا بل وحظي بدعوات الكثير من مؤسسات المجتمع المدني التي استضافته في عشرات اللقاءات والندوات للحديث عن التعديلات وبيان خطورتها، ما أثمر في النهاية وأسهم في توجيه انتباه واهتمام مختلف الأطراف الى هذه التعديلات بما فيها الحكومة التي يُسجَّل لرئيسها دولة الدكتور بشر الخصاونة تعاطيه الكبير مع الموضوع، وقراره الذي نثمنه كثيراً بإنهاء خدمات مدير الضمان السابق، وتكليف الإدارة الجديدة بإعادة دراسة التعديلات المقترحة الى أن تم وبوقت قياسي جداً الخلوص الى تعديلات محدودة جداً واستبعاد كافة التعديلات السلبية وذات الآثار الضارّة..!

إنني إذ أوجّه في هذا المقال الشكر لدولة الرئيس على تسهيل كل السبل لتحقيق هذا الإنجاز، فإنني في الوقت نفسه أتمنى على دولته أن يُنصف الأستاذ الصبيحي الذي خرجَ من مؤسسته غاضباً محتجّاً على سياسات وممارسات ثبت أنها أثّرت سلباً على مسيرتها ومكانتها ومركزها المالي، وظل يكتب وينصح من باب الانتماء لهذه المؤسسة والمحبة لجمهورها الواسع ولم يتوانَ عن العمل والعطاء برغم ما لحقه من ظلم وما أصابه من ضيم. الصبيحي يا دولة الرئيس نموذج ناصع للموظف العام المنتمي المفكّر الذي لا يكف عن العطاء حتى لو غادر الوظيفة.