بعد تسجيل اعلى عدد من الإصابات في يوم واحد بكوفيد ١٩ خلال ستة اشهر واتساع نطاق بؤر التفشي في اكبر مدن الصين بدأت السلطات هناك بأكبر موجة من الاغلاقات والإجراءات الصارمة لاحتواء انتشار فايروس كورونا والمحافظة على سياسة صفر كوفيد وشملت تلك الاغلاقات مناطق واسعة من جنوب ووسط الصين والذي يضم مدناً صناعية وتجارية ضخمة وعزلت ملايين السكان ..
بعد ثلاث سنوات على بدء الجائحة في الصين ومع تطبيق اشد الإجراءات صرامةً في العالم لمنع تفشي الفايروس والإصرار على سياسة صفر كوفيد دفع المواطنين هناك ثمناً لتلك الإجراءات واتسعت رقعة الإحباط والاستياء في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية جراء تلك السياسات ..
وبالرغم من تسجيل الصين نمواً بلغ ٣،٩٪ في الربع الثالث من العام الحالي على أساس سنوي ظهرت بيانات أخرى تشير الى تباطؤ قطاع التحزئة هناك وسجلت الميزانية الصينية اكبر عجزاً على الاطلاق ليبلغ تريليون دولار كما انخفض الانفاق في سوق العقار و تراجع الطلب بشكل حاد وادت زيادة الانفاق الحكومي بسبب الاغلاقات للمدن الكبرى للسيطرة على المواطنين من زيادة العجز ..
بيانات التجارة في الصين أظهرت مزيداً من التباطؤ في الصادرات مع استمرار تراجع الطلب عالمياً وانخفضت أسعار النفط بسبب المخاوف من استمرار حالة عدم اليقين من مستقبل الإغلاقات وآثارها على معدلات الطلب في الصين ..
ما يجري في الصين تهديد واضح للاقتصاد العالمي و تراجع الإنتاج في الصين بسبب الاغلاقات سيرفع أسعار السلع وبالتالي قد لا تنجح سياسات البنوك المركزية في العالم برفع اسعارالفائدة في كبح جماح التضخم وبالتالي قد يدخل العالم قريباً في حالة الركود التضخمي والتي ستنعكس بصورة سلبية على العديد من دول العالم و ستزيد من معاناة الافراد والحكومات في الدول النامية ..
منير دية
خبير اقتصادي