2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

المنسف أردني ولا يحتاج أعتراف عالمي من أحد

{clean_title}
صوت عمان :  

كتب : محمد العويمر

في الخبر المتداول عبر وسائل الإعلام يقول : الأردن يقترب من الحفاظ على ملكية المنسف وإدراجه في قائمة التراث العالمي!!

وهذا يعني أن اليونسكو اذا لم توافق على ملف الأردن يكون المنسف ليس منتجا مرتبطا بالأردن وربما تقدم إحدى الدول العربية او العالمية مثل المكسيك لتدعي انه لها وان الرحالة الاردنيين حملوه معهم إلى الأردن منذ آلاف السنين.

مع أن طبق المنسف أردني متوارث والعالم كله يقول في كل مكان "المنسف الأردني" وهذا له دلالات اجتماعية وثقافية للأردنيين ، وكشكل من أشكال التعبير الثقافي غير المادي عن العادات الغذائية الأردنية ، وهو ما ينعكس أيضًا في الهوية الثقافية الوطنية الأردنية.

وفي هذا السياق قال السفير الأردني في فرنسا مكرم القيسي إن للأردن الحق في الحفاظ على ملكية المنسف الأصلي تماشيا مع الجهود التي تبذلها الدول للحفاظ على رموزها ذات الدلالات الثقافية والاجتماعية للأجيال القادمة.

ولكن السؤال من قال إن المنسف غير أردني حتى ندافع عن أنفسنا وكأننا متهمين أمام العالم
وتنافسنا باريس على "خبز الشراك" وكندا على "المريس" والبرازيل على "السمن" وجورجيا على "الخروف الرمسي" واوكرانيا على حوايج المنسف .

أعتقد جازما أن كل الدول العربية تعلم أن المنسف منتج أردني متوراث وكان يطهى اللحم مع اللبن ويقدم مع الجريش الناعم والخشن أو مع خبز الشراك فقط وهو الأفضل ثم أدخل الأرز عليه لاحقا ليخرج بهذا الشكل الذي لا يقاوم عند الاردنيين .

المنسف الأردني بالعيش او الجريش أو الأرز ينتظر في قاعة الانتظار في مطار باريس ، تمهيدا لإدراجه على قائمة التراث العالمي غير المادي خلال العام الجاري ، بعد استكمال الطلب الأردني لكافة الشروط الفنية التي تطلبها منظمة اليونسكو .

نرجوا أن يكون المنظمين من الأردن لهذا الحدث

احضروا لوازم المنسف من أماكنها الأصلية حيث الجميد الكركي والطفيلي الذي لا يعلى عليه وكذلك خرفان الرمسي ابو ليه من مراعي طبيعية بدون علف مركز ومن البوادي وكذلك السمن البلدي البلقاوي من السلط وخبز الشراك من مادبا والحوايج من البادية والجريش الخشن والناعم من اربد وطبعا فكونا من البقدونس وهو دخيل على المنسف مع تزينه باللوز والصنوبر ونرجوا ان لا يقدم مع الأرز لان الأرز ليس منتجا اردنيا الا اذا خرج علينا احد يقول أن الأردن كانت تزرع الأرز وتوقفت عنه منذ زمن.

يقول الأديب نايف النوايسة عن المنسف : تُظهر السيرة التاريخية للمنسف انه ليس مجرد طعام يُعد للأكل والشبع وانما هو مظهر مهم للبناء الحضاري الرفيع، وأسلوب حياة مرتبط بالأتيكيت والعلاقات الاجتماعية.

ويحقق المنسف غايته ( الشعبية والوطنية) حين يجتمع حوله اكبر عدد من الضيوف أو المدعوين أو أهل الدار، فهو تعبير عن الكرم العربي في الأردن وأسلوب حميم لجمع الناس وإحداث الألفة بينهم، وطريقة كريمة لإشباع الجياع من أبناء الحي أو البلد، بمعنى انه جسر اجتماعي يتحقق منه التواصل وإزالة الضغائن والأحقاد، وتعليم الكثير من السلوكات الحميدة كالنظافة وتوقير الكبار وتكريم الضيف وإصلاح ذات البين وإطعام الجائع والفقير.

ويضيف النوايسة المنسف الأردني هو اكبر في حقيقته من طعام يؤكل أو مناسبة اجتماعية عادية لا تلبث ان تنتهي، وانما هو مظهر اجتماعي حضاري يدخل في خصوصية الهوية الوطنية الأردنية، وتجمع العديد من الهيئات الثقافية والمؤسسات المجتمعية على ضرورة إيلاء المنسف اهتماما كبيرا لأنه يشكل سفارة ثقافية اجتماعية للأردن ويعبّر عن قيمه وسلوكاته الحضارية تعبيرا وافيا.


المزيد حول المنسف الأردني عبر هذا الرابط :
http://nayef.nawiseh.com/lelhewr/mansaf.htm