"ليس سهلا أن أغير الواقع لكنني كنت قادرة على إيصال صوتنا إلى العالم" كلمات كررتها مراسلة قناة الجزيرة الصحافية شيرين ابو عاقلة التي استشهدت صباح يوم أمس أثناء تغطيتها اقتحام عدو الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية لتبقى كلماتها في عقولنا على مدى السنين ،كلمات صحافية محترفة وصوتا للحقيقة غطت معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق ، عزائنا الشديد لذويها وللأسرة الصحفية الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني.
موقف الاردن اتجاه اغتيال ابو عاقلة لا ينقص عن موقف دول العالم فالأردن بوصلته واضحة وثابتة اتجاه القضية الفلسطينية وسعيها الى بلورة تحرك دولي مشترك لوقف العنف ولاحتواء التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية فتتالت مواقف المملكة المنددة باغتيال الاحتلال الإسرائيلي "أبو عاقلة" فدان مجلس النواب و وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أغتيال أبو عاقلة بأشد العبارات واصفين ما حدث سلوكا إجراميا بحق الشعب الفلسطيني الأعزل .
على مدى العقود الثلاثة الماضية كانت "ابو عاقلة" صوت وصورة الاحداث في فلسطين فغطت الاحداث في المناطق الساخنة بالضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، حيث تنقلت بين كافة البيوت لتنقل قصص الفلسطينيين ، اليوم وسط صدمة الشعب الفلسطيني والسرة الصحفية ودعت جماهير غفيرة من أبناء شعب فلسطين، وبمشاركة عشرات الصحفيين من الضفة الغربية الشهيدة ليثبت الشعب انه مهما تعددت الجرائم بحقهم لن تثني أبناء الشعب الفلسطيني عن مواصلة مسيرة الكفاح والنضال من أجل نيل حقوقهم المشروعة وعنوانها دولة فلسطينية مستقلة .
الى متى سيبقى قمع الصحفيين سلاح لحجب الحقيقة في فلسطين المحتلة ؟ والى متى سيبقى جيش الاحتلال يستهدف الصحفيين ،ومتى سنشهد تحرك على مستوى دولي قضائي وإعلامي من أجل تجريم الفعلة الإسرائيلية، خصوصا، مع استشهاد العشرات من الإعلاميين الفلسطينيين خلال العقدين الماضيين أسئلة عديدة لا بد من الأجابة عليها وعلى شاكلة هذه الاسئلة تتقافز الإجابات .