انطباعات عديدة تستحق الاشارة اليها سريعا وتسجيلها من خلال المشاركة في أول أيام ورشة العمل الوطنية الاقتصادية التي انطلقت اعمالها يوم امس في الديوان الملكي العامر « بيت الاردنيين « بتنظيم من الديوان الملكي وبالتعاون مع الحكومة ومشاركة نحو 300 شخصية تمثل كافة القطاعات والجهات ذات العلاقة ، وستتواصل أعمال الورشة على مدى خمسة اسابيع .. انطباعات أضعها بهدف الاستفادة والتطوير والبناء على ما أنجز يوم امس من جهد يستحق الاشادة والاشارة اليه :
1- تم توزيع المشاركين على نحو ( 14) خيمة ، حملت كل واحدة منها عنوانا لقطاع ، وامتدت المناقشات من ( 10 صباحا وحتى 6 مساء ) وتمثلت القطاعات بما يلي :(الصناعة - الرعاية الصحية - النقل والخدمات اللوجستية - المياه - الصناعات الابداعية - الزراعة والامن الغذائي - التجارة - التعدين - الاسواق والخدمات المالية - الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات - الطاقة - السياحة - التعليم وسوق العمل - التنمية الحضرية والتغيرالمناخي ) .
2- هناك شعورعام في معظم ورشات العمل بأننا لا نملك ترف الوقت ، وانه لا بد من سرعة الانجاز، وأن المشاركين أمام فرصة سانحة ومهّمة للمشاركة في اعادة صياغة المستقبل من خلال خارطة طريق للاقتصاد الاردني للسنوات العشر المقبلة .
3- مقولة كررها مشاركون في معظم ورش العمل بأن لدينا استراتيجيات وخططا لكن المشكلة غالبا في عدم التنفيذ وعدم المتابعة ..الأمر الذي يؤكد أهمية أن تكون التوصيات « عابرة للحكومات «.
4- مشاركون أكدوا أهمية وضرورة أن يواكب التحديث السياسي المتدرج للسنوات العشر المقبلة ،تحديث وخارطة طريق اقتصادية بالتوازي مع التحديث السياسي ، لكنّ القلق « المتكرر» من أن تصطدم الاصلاحات بجدار « البيروقراطية «الادارية المعطّلة.
5-أكثر من ورشة أكد المتحدثون فيها على ضرورة أن يلمس المواطن أثرا مباشرا لمخرجات خارطة الطريق .
6- .. وضرورة ان تكون الخارطة « قابلة للتطبيق « .
7- أكثر من ورشة أظهرت عدم وجود دقّة في أرقام ومعلومات خاصة ببعض القطاعات ،وأكد المشاركون فيها الحاجة الماسة الى « مركز معلومات وطني « ، ليساعد في اتخاذ القرارات الصائبة.
8- الورش بحد ذاتها شكّلت تفاعلا حقيقيا وعمليا بين القطاعين العام والخاص ..وحضورا مميزا لعدد من الأعيان والنواب .
9- .. وتفاعلا ( عابرا للحكومات) من خلال مناقشات شارك بها وزراء حاليون ووزراء في حكومات سابقة .
10- شكّلت الورشة الوطنية فرصة التقاء لكثيرين ممن باعدت بينهم جائحة كورونا .. وانتهز البعض فرصة اللقاء لانجاز معاملات سريعة .. خصوصا مع الحضور الحكومي الكثيف في الورشة بمشاركة معظم الوزراء .
11- وزراء الحكومة الحالية شاركوا في ورش عمل « قطاعاتهم « منذ الصباح وحتى الختام ، وهناك وزيران اضطرا لتوزيع الوقت بين ورشتين في قطاعمها ( وزير الصناعة والتجارة والتموين شارك في ورشتي : الصناعة - والتجارة .. ووزير الطاقة والثروة المعدنية شارك في ورشتي : الطاقة - والتعدين ) ....وشارك وزير التخطيط في عدد من ورش العمل.
12- خيمة خاصة للاعلام بكافة التجهيزات والترتيبات وتسهيل اللقاءات بادارة مهنية ومحترفة .. كما كانت الخدمات التنظيمية واللوجستية على مستوى رفيع يليق بمستوى الحدث.
13- حضور رائع في اعمال الورشة من قبل قطاعي « الشباب والمرأة « خصوصا في ورشة قطاع ( الصناعات الابداعية ) .
14- اكثر العبارات ترددا في مختلف ورش العمل كانت تتحدث عن كيفية مواجهة ضعف التنافسية مع الاقليم في قطاعات متعددة .. وكيفة التغلب على المعضلة الاكبر وهي « ارتفاع كلف الانتاج «.. وسبل رفع معدلات النمو وخلق الوظائف وتحفيز الاستثمار .
15- السلبية الوحيدة ربما - اذا كانت سلبية - فهي الاسهاب خلال اليوم الاول بالحديث عن مشاكل الماضي ، وتحدّيات الحاضر والابتعاد عن عنوان الورشة وهو (الانتقال نحو المستقبل ) الى درجة أن وزير التخطيط اضطر لمعاودة التذكير بأن هدف الورشة هو المستقبل .
...تفاصيل اليوم الاول طويلة ( وتحتاج لمقالات قادمة ) ...لكن المهم أن الانطباع العام للمشاركين رائع ومشجع ، ومن المتوقع ارتفاع رتم المشاركة والابداع في الجلسة القادمة .