سيدي صاحب الجلالة الهاشمي، أبي وأب كل الأردنيين كل عام وأنت بخير، لن اخاطبك اليوم على أنك ملك الأردن سأكتب لك يا سيدي لأنك ملك القلوب ، ملكت قلب الصغير قبل الكبير ، سيدي لك بكل حرف من حروف اسمك نصيب فالعين (عين لا تنام) أما الباء فـ (بك تزهر القلوب قبل الدروب) أما عن الدال فهي (دربك الذي رسمته لحماية هذا الوطن) لفظ الجلالة في اسمك يا سيدي لانك تخاف الله في شعبك والوطن.
رحلة ستون عام بدأتها منذ عام 1962 سطرتها بكل حب ومنذ أول لحظات حياتك لتكون أنت النجل الأول للملك الراحل الحسين بن طلال، وحملت المسؤولية على عاتقك.
كبرت وترعرت في عمان لن ننسى جانب التعليم الذي حققت فيه كل الانجاز لتجعل من الملك الحسين أب كما كل الآباء فخورا بنجاحك ، في العام 1980 حملت روحك بين كفيك حين بدأت حياتك العسكرية في الانضمام إلى القوات المسلحة الأردنية ، فكان الوطن بين عينيك "عينان لن تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله"، كنت كما زملاءك تحمل سلاحك وروحك معا حتى يبات الأردنيين آمنين ، إلى أن توليت بعد ذلك قيادة القوات الخاصة في البلاد عام 1994، وخضعت للعديد من الدورات والتدريبات كل هذا وأكثر لتكون فداء للوطن، علمتنا كيف يكون حب الوطن، علمتنا كيف هي المسؤولية، علمتنا كيف نفصل بين الأمور وكيف تستمر الحياة ، في احدى لقاءتك استذكرت اليوم الذي عينك فيه جلالة الملك الحسين الحكم وكيف كان شعورك بحزنك كأبن وتحملك مسؤولية أن تكون أب لإخوتك وآب كل آردني وآردنية في هذا الوطن.
سيدي لن ننسى وفي كل لحظة خوفك على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، لن ننسى انك اكملت مسيرة آجدادك وآباءك في حمل هذه المسؤولية التي حملها الهاشميون منذ عام 1924 ، تعلمنا منك حب فلسطين ، تعلمنا منك العطاء بكل اشكاله.
عُرفت الملك إقليميًّا ودوليًّا أما محلياً فكنت الأب والأخ والصديق والحاني ، من خلال قيادتك بلادك بأسلوبٍ يحفظ استقرارها، كما عُرفت بدورك في الدعوة لحوار الأديان بهدف التعايش الديني بين أتباع الديانات دون سفك للدماء والحروب، كذلك كنت بكونك محاربًا للتطرف وداعيًا إلى نبذ العنف بين أتباع مختلف الأديان، كنت الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم.
إنجاز تلو الإنجاز في مختلف المجالات رياضيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا وثقافيا، واجهت التحدي تلو الآخر وفي كل مرة كنت تثبت جاهزيتك وحبك للوطن (تفجيرات عمان ومحاولات الارهابيين في زعزعة أمن الوطن ، جائحة كورونا، صفقة القرن) إلى جانب ذلك وقوفك عربيا ودوليا مع كل التحديات التي تواجه الدول العربية والعالمية إلى جانب حبك لفلسطين ،الكثير الكثير مما قدمت ، لك في كل يوم وساعة ودقيقة وثانية حب ، دمت فخرا وابنا ووطن .