انتهت المربعانية، تلك الفترة التي كان ينتظرها الأردنيون بشغف، وكأنها وعدٌ بشتاءٍ جميلٍ وأمطارٍ غزيرة. لكن يبدو أن هذا العام، قررت الطبيعة أن تلعب معنا لعبة "الغموض" أو ربما "الاختفاء"، حيث لم نشهد أي نقطة مطر تذكر. فهل نحن في صيفٍ دائمٍ أم أن الشتاء يخفي مفاجآته؟
"فرجينا شطارتك يا سعد الذابح!"، عبارة تتردد على الألسن، وكأننا نطلب من سعد أن يستعيد أمجاد جدودنا الذين كانوا يروون الحكايات عن شتاءٍ لا يُنسى. ففي زمنهم، كانت الأمطار تنهمر كالعسل، وكانت الأرض تُزهر وتُخضر. أما اليوم، فقد أصبحنا ننتظر قطرات المطر وكأنها كنزٌ مفقود، بينما سماءنا تكتفي بالغيوم الرمادية التي لا تأتي بشيء.
جدودنا كانوا يملكون أمثالاً تُعبر عن حالهم، مثل "سعد سعود، سعد الخباية، وسعد ابلع". لكن يبدو أن "سعد" هذا قد أخطأ الطريق أو ربما قرر أن يأخذ إجازة طويلة. فقد اعتدنا على رؤية السحب تتجمع في السماء، ثم تختفي وكأنها تتلاشى أمام أعيننا. هل هي مؤامرة من السحاب ضدنا؟ أم أن هناك صفقة سرية بين السحب والشمس؟
المؤكد أن حالة الطقس في الأردن أصبحت موضوعًا للحديث والمزاح في المجالس. فبينما يتحدث البعض عن خططهم لرحلات الشتاء، يتساءل الآخرون إن كانوا سيحتاجون إلى مظلاتهم أم لا. وفي الوقت الذي نتمنى فيه أن تنزل الأمطار، نجد أنفسنا نتحدث عن "المربعانية" وكأنها مجرد ذكرى عابرة.
يبدو أننا بحاجة إلى إعادة تقييم علاقتنا مع الطقس. ربما يجب علينا أن نعيد النظر في أمثال جدودنا ونتبنى واحدة جديدة: "إذا لم تَأتِ الأمطار، فلا تحزن، فالشمس دائمًا موجودة". لكننا نأمل أن يعود سعد الذابح ليعيد لنا شتاءً يليق بتقاليدنا ويشبع عطشنا للأمطار. فلننتظر ونرى ما ستجلبه الأيام المقبلة!