يعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية مستمرة ومتفاقمة، لاسيما مع دخول المنخفضات الجوية والمطار والسيول التي بدأت تداهم خيم النازحين في القطاع، الأمر الذي يستدعي الى تدخل من المنظمات الدولية والإنسانية في محاولة لإنقاذ الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى من التدهور الصحي والبيئي الذي يهدد بكارثة إنسانية كبيرة وغير مسبوقة.
وطالبت بلدية غزة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية بالتدخل العاجل لانقاذ الحياة الإنسانية والحياتية في المدينة.
وأكدت البلدية في بيان صحفي، اليوم الخميس، أنه خلال ساعات الليل وصباح اليوم، هطلت الامطار على قطاع غزة المدمر مترافقة مع برد وصقيع لتضرب آلاف الخيام القماشية التي تؤوي عشرات آلالاف من النازحين وغيرهم في مراكز الايواء من اطفال ونساء ومسنين ومرضى وجرحى باتوا ليلتهم حيث لا تدفئة ولا أغطية امهات احتضنت اطفالها الذين لجأوا للنوم وهم جياع بلا غطاء و اجسادهم التي اضعفها القصف والخوف والصدمات النفسية المستمرة.
وأشار شهود عيان الى أن سيول المياه أخترقت خيام النازحين التي تنتشر في مختلف المناطق لتعمق أزمة من يأوي اليها وسط صرخات الاطفال والنساء ورحال يحاولون المساعدة في انقاذ بعض الفراش وتثبيت الخيام من رياح ضربت اعمدة الخيام.
وقالت احدى الأمهات وهي تحتضن طفلها الذي يهتز جسده الهزيل من البرد والجوع: "لا استطيع ان اقوم بما هو اكثر قصف بيتنا وتركنا كل شيء خلفنا ولجأنا الى هذه الخيمة حيث نتدبر امرنا في توفير بعض الغذاء والدواء بصعوبة كبيرة ولكن اليوم غرقت خيمتنا لا ادري ما يمكن ان افعل اكثر حيث يلاحقنا القصف والحرمان والبرد والمطر".
وأوضحت البلدية في بيانها، أن الاحتلال انتهك القانون الدولي الإنساني واستهدف المرافق الحياتية والخدماتية واستهدف المدنيين والبيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات ومحطات الصرف الصحي والشوارع والحدائق والأشجار والمباني الأثرية والثقافية، وجميع مظاهر الحياة الإنسانية.
وأضافت، أن الاحتلال حول غزة إلى مدينة منكوبة وقطع سبل الحياة فيها من ماء وكهرباء، اضافة الى نقص الوقود اللازم لتشغيل الآليات الخاصة بجمع النفايات وتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي، أدى هذا كله لمعاناة كبيرة يعيشها المدنيون الفلسطينيون في مدينة غزة وجميع مناطق القطاع.
وبينت، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي، تسبب بأزمات كبيرة في المدينة وبنقص كبير في المياه بسبب قطع وتدمير الاحتلال لمصادر المياه الرئيسة، إضافة الى تكديس نحو 70 ألف طن من النفايات وغرق أجزاء واسعة من المدينة بالصرف الصحي بسبب قطع الكهرباء ونفاذ الوقود اللازم لتشغيل المحطات وتشغيل الآليات.واضافت البلدية.
وتتواصل معاناة مئات آلاف الأسر التي تعيش ظروفا تزداد صعوبة في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي وتداعياته على جميع مناحي حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث انعكس ذلك على واقع الشوارع والطرقات وبما يحيط بمراكز الايواء من مخلفات واكوام القمامة التي لم تتمكن طواقم البلدية من جمعها.