هي الأيام تذهب وتمضي، لكنها تأبى إلا بالذكريات أن تأتي، ويختفي فيها الفرح خلف ستار الاحزان، وأي حزن يهز قلبي، والذكرى تعيدني اليوم 25/6، وكأنها اليوم اذكره بهول الصدمة وهول الفاجعة، والخبر يهز كياني، ويثير أشجاني"ماتت أمك"، أمي الحاجة الفاضلة جليلة يونس الشبيب المهيرات (أم صبحي)، ، والتي وافتها المنية في ٢٥/٦/٢٠١٧، وما أن لملمت أحزاني، وحاولت وحبها يسكن القلب والوجدان،أن أطفئ نيران الفقد في جسدي، حتى أوجعني رحيل "واسط البيت" وسماء الطموحات والامان والآمال ، أبي الحاج جميل حسين المهيرات (أبوصبحي)، فماذا أكتب، وعباراتي تحمل الدمع من قلبي إلى عيني، وهما اللذان يعيشان في كل يوم من رحلة حياتي، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله :" إنا لله إنا إليه راجعون".
ماذا أكتب؟، وأي عبارات لوجمعتها من أوجع ما خطت يد الكتاب في الرثاء، والله لا تعبر عن مدى فقدهما، ووجع غيابهما، وهم اللذان يعيشان معي الأيام، يوم بيوم، والحظات بحلوها ومرها، ومازلت اعتكف في غرفتيهما، واحاورهما وأنقل لهم اخباري، وما الجديد في حياة أولادهم وبناتهم وأحفادهم، اهديهم النجاحات وأشاركهم ألم الفراق في فقد من يحبان ويحبونهما، ومهما كتبت لهم وبكتيهما، والله أبقى المقصر في غيابهما، فالموت لا يوجع الموتى.. الموت يوجع الأحياء، وماذا أقول في غيابكما، وأنتما الحاضران الدائمان في قلوبنا، أنزل الله عليكما سحائب رحمته، وأسكنكما في فسيح جناته.
"أبي وأمي"، اسمحا لي أن أقص على الجميع، معنى من معاني الحب والوفاء الخالد في قصتكما، وانتما اللذان زدتما الوفاء رونقا في تفاصيل حياتكما، وكم كانت القسوة تهز أبي عندما انتقلت الى الرفيق الاعلى والدتي قبله بعام، الذي لم يحتمل فراقها، اعت الصدمة أن يجمعمها نفس تاريخ الرحيل(25/6)، وأن يعيشان ذات المصير في معاناتهما المرضية، وكأنهما يعيدان للذاكرة قصة حب لا تنتهي، ويقولان للعالم أجمع: كما ينبت العشب بين مفاصل صخرهْ...وُجدنا غريبين يوما.. حبيبان نحن’ إلى أن ينام القمر.
وأختم كلامي ، بالحديث النبوي الشريف ا، عن أبي أُسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبويّ شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما[1]. رواه أبو داود.
"اللهم ارحم أبي وأمي، وإغفر لهما، وأنظر اليهما بعين كرمك ولطفك وجودك، وأسكنهما فسيح جناتك يا رحمن يا رحيم".