2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

"التراث والمناخ" شعار يوم التراث العالمي 2022.

{clean_title}
صوت عمان :  

أ.د ابراهيم بظاظو عميد كلية السياحة والفندقة – الجامعة الأردنية فرع العقبة.

يصادف يوم 18 نيسان من كل عام اليوم العالمي لحماية التراث العالمي، وذلك بحسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو UNESCO 1982، والمجلس الدولي للآثار والمواقع على الحفاظ على أماكن التراث الثقافي وحمايتها ICOMOS، وهي منظمة عالمية غير حكومية تكرس جهودها النظرية والمنهجية والتقنيات العلمية للحفاظ على التراث المعماري والأثري، والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة IUCN والذي يعد المستشار الرسمي المعني بالطبيعة للجنة التراث العالمي لليونسكو، حيث تقوم IUCN بتقييم المواقع المرشحة لقائمة التراث العالمي، ومراقبة حالة حفظ المواقع المدرجة، والتي تهدف إلى تحسين إدارة مواقع التراث العالمي، وتعزيز دور اتفاقية التراث العالمي في الحفاظ على الطبيعة والتنمية المستدامة، وقررت الأطراف الثلاثة السابقة ذكرها على أن يكون شعار اليوم العالمي للتراث لعام 2022 بعنوان التراث والمناخ؛ بهدف حفظ التراث وتعزيز استدامته للأجيال القادمة، ومواجهة التغيرات المناخية الضارة المؤثرة على بنية وهوية المواقع الأثرية والتراثية، مع التأكيد أيضًا على أهمية استراتيجية المناخ في الإدارة المثلى طويلة الأجل في تنمية المواقع التراثية والأثرية.
تشير الإحصاءات الصادرة عن المجلس العالمي للأثار واليونيسكو منذ بداية شهر ابريل 2022 ، أن عدد المواقع المسجلة ضمن لوائح التراث العالمي 1154 موقعًا للتراث العالمي (897 موقعًا ثقافيًا و 218 موقعًا طبيعيًا و 39 موقعًا مختلطًا) في 167 دولة ؛ منها 18 دولة عربية تحتضن مواقع التراث العالمي، وتستحوذ المملكة المغربية على 9 مواقع للتراث العالمي، ومصر 7 مواقع، والمملكة السعودية 6 مواقع، والمملكة الأردنية الهاشمية 6 مواقع .
يأتي شعار هذا العام بمضامين هامة على المستوى الدولي، تحت محاولة دمج مفاهيم تغير المناخ والحفظ المستدام للمواقع التراثية والأثرية على المستوى الدولي، من خلال التركيز على مخاطر تغير المناخ وآثاره في المستقبل، والعدالة المناخية والإنصاف وخاصة بما يتعلق بشأن التقاطعات بين تغير المناخ والتراث، بهدف الحد من التغيرات المناخية والأخطار الطبيعية الناجمة عن التطرف المناخي، الناجم عن العبث بالطبيعة وما يرافقه من تدهور وتدمير للمواقع التراثية والأثرية، في ظل غياب التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية، وتبين كيفية التعامل معها على كافة المستويات.
فقد أعلنت ICOMOS عن التراث الثقافي وحالة الطوارئ المناخية، معترفة بإمكانيات التراث الثقافي لتمكين إجراءات مناخية شاملة وتحويلية وعادلة من خلال حماية جميع أنواع التراث الثقافي من التأثيرات المناخية الضارة، وتنفيذ الاستجابات الواعية بالمخاطر للكوارث، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة المقاومة للمناخ؛ وهذا من منظور الإنصاف والعدالة، للحفاظ على المعالم الفريدة في العالم ذات الأهمية الثقافية والطبيعية، والتي قد تشمل آثارًا قديمة أو هياكل تاريخية، أو مباني أو مدنًا أو صحارى أو غابات أو جزرًا أو بحيرات أو جبالًا أو مناطق برية، والتي تعد بمثابة دليل على تاريخنا الفكري على هذا الكوكب.
يتضمن شعار هذا العام تحقيق المساواة بين الأجيال، من خلال اتخاذ جميع الدول والمؤسسات تدابير لحماية النظم البيئية الأرضية والبحرية للأجيال الحالية والمقبلة، والتركيز على التفاعل الإيجابي بين البشر والأنظمة البيئية في بنية المواقع السياحية والتراثية، حيث تتعرض العديد من المواقع المسجلة على لوائح التراث العالمي لأخطار ناجمة عن تغير المناخ العالمي، وما يرافقها من حوادث متمثلة بالفيضانات وحرائق وعمليات تجوية وتعرية وزحف للتربة، تسهم في الإضرار ببنية مواقع التراث العالمي وتدميرها.
بناءاً على ما سبق يجب العمل على تغير النهج القائم في ادارة المواقع التراثية والأثرية، بما يتواءم مع متطلبات مواجهة التغير والمناخي، واتخاذ التدابير اللازمة في حماية المواقع السياحية من خلال ايجاد كافة التصاميم العصرية في تخطيط وتطوير المواقع السياحية بشكل يضمن تنميتها بشكل مستدام، وخاصة بعد الإنتقال من جائحة كورونا إلى اتجاه عالمي في صناعة السياحة والذي يركز على السياحة البيئية والمستدامة في بيئات متوازنة من الناحية الحيوية.
تحتوي الأردن على عدد كبير من المواقع التراثية والأثرية، والتي شكلت عبر التاريخ قصة نشوء الحضارة الإنسانية، ويضم الأردن على أرضه الطيبة ستة مواقع عالمية للتراث وهي:
1. البترا دخلت قوائم التراث العالمي عام 1985، موقع تراث عالمي ثقافي.
2.قصير عمرة أدخل قوائم التراث العالمي 1985 تراث عالمي ثقافي.
3. أم الرصاص أدخلت قوائم التراث العالمي 2004 تراث عالمي ثقافي.
4. محمية وادي رم أدخل قوائم التراث العالمي 2011 تراث عالمي مختلط.
5.المغطس أدخل قوائم التراث العالمي 2015 تراث عالمي ثقافي.
6.فن السامر الأردني ضمن القوائم التمثيلية للتراث غير المادي العالمي 2019.
7.السلط أدخلت قوائم التراث العالمي 2021 تراث عالمي ثقافي

 
وهنا نؤكد على دور الهاشميين في إدخال مدينة القدس إلى منظومة المواقع التراثية العالمية المحمية مما يؤكد على أهمية الدور التاريخي الذي يقوم به الهاشميون في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ونؤكد هنا أن الأردن وبقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ما انفك دوره بدعم القضية الفلسطينية والقدس وحماية المقدسات وصمود المقدسيين، لا سيما الجهود التي بذلت في منظمة اليونسكو لاستصدار قرار جماعي يلزم اسرائيل بعدم اتخاذ اجراء احادي الجانب لتغيير معالم طريق باب المغاربة.
يحرص الأردن على متابعة ملف التراث الثقافي لمدينة القدس بالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية للمحافظة على تراث المدينة المسجلة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر لدى اليونسكو،وذلك لأن تراث المدينة يتعرض لتهديدات واعتداءات إسرائيلية مستمرة نتيجة الاحتلال وسياسته الأحادية غير المسؤولة والهادفة إلى تغيير معالم الأماكن الدينية والتاريخية بما يخالف الأنظمة والقوانين الدولية وميثاق منظمة اليونسكو.