2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

كورونا تجتاح الصين

{clean_title}
منير دية
صوت عمان :  

بداية شهراذار ٢٠٢٢ دخلت الصين في اغلاقات مشددة وإجراءات احترازية بسب ازدياد حالات الإصابة بفايروس كورونا بعدما كانت تسجل إصابات صفرية(صفر كوفيد ) ، و بصورة مفاجئة ارتفعت الإصابات لاكثر من عشرين الف إصابة يومية وفرضت السلطات الصينية اغلاقاً شاملاً على ١٣ مدينة و اغلاقاً جزئياً على عدد من المدن الأخرى ومن اهم المدن التي فرض عليها اغلاقاً شاملاً هي شنغهاي التي تمثل المركز المالي و التجاري للصين و فيها اكثر موانئ الشحن ازدحاماً في العالم.

و خلال العامين الماضيين أسهمت سياسة صفر كوفيد التي تتبعها الصين و القائمة على الاغلاقات و الاختبارات الجماعية و فرض الحجر الصحي الصارم على الحدود في تجنب كم هائل من الوفيات داخل البلاد فيما ضمنت استمرار تصدير كل السلع إبتداءً من أجهزة ايفون الى سيارات تسلا و قطع السيارات والالكترونيات والعديد من السلع الاستهلاكية الى باقي انحاء العالم.

ولكن مع استمرار انتشار المتحور اميكرون في عدة مقاطعات صينية خلال الأشهر القادمة فأن سلاسل الامداد و التوريد العالمية ستتلقى ضربة اقوى من أي امر عاشته خلال الوباء في العامين الماضيين ،فالنقص في أنواع متعددة من السلع سيزيد من معدلات التضخم المرتفعة أصلاً و يعوق التعافي الاقتصادي العالمي بسبب اضطرار المعامل والمصانع والموانئ الصينية الى التخفيف من طاقتها التشغيلية حيث قامت شركات عالمية كبيرة الى تعليق نشاطها في الصين مع توسيع نطاق الاغلاق لمواجهة تفشي الفايروس.

محلياً في الأردن ماذا يعني ذلك لنا ؟.

الأردن يستورد من الصين سنوياً اكثر من ثلاثة مليارات دينار معظمها سلع استهلاكية وتعتبر الصين ثاني اكبر شريك تجاري للاردن وتعد المنسوجات و المفروشات و الالكترونيات و قطع السيارات والمواد الأولية لكثير من الصناعات اهم السلع التي يستوردها الأردن من الصين ،و في حال تعطل سلاسل التوريد في الصين بسبب انتشار فايروس كورونا فسيكون هناك نقص واضح في الكثير من السلع و المنتجات وهذا سيخلق ازمة جديدة بعد ازمة كورونا التي ضربت معظم دول العالم خلال السنتين الماضيتين و الحرب الروسية الاوكرانية التي زادت من التضخم العالمي ورفعت أسعار الطاقة و الغاز والغذاء.

أزمات متتالية يشهدها العالم وهذا بدوره سيخلق أزمات اقتصادية و إنسانية وسيزيد من نسب الفقر و البطالة والتضخم ،وسترتفع مديونية الدول و الافراد وسيكون هناك ضحايا كثر وبالتالي علينا العمل و بسرعة ضمن خطة محكمة للاعتماد على الذات تدريجياً و خاصة في الزراعة و الغذاء و تأمين مصادر للطاقة والانتقال الى الطاقة البديلة والتوسع في انتاجها،و استخراج ما في باطن الأرض من معادن و ثروات طبيعية حتى نستطيع الصمود امام أزمات العالم المتتالية.

* خبير اقتصادي