التصويت استحقاق دستوري يسمح للمواطنين بجعل أصواتهم مسموعة، ولكن الحقيقة هي أن المواطنين انفسهم لا يردون إيصال أصواتهم، فوفقا لإحصائيات الهيئة المستقلة للإنتخاب ٧٠٪ من الناخبين المؤهلين لا يزالون غير مشاركين في العملية الانتخابية.
أسباب كثيرة تجعل المواطن لا يذهب لصناديق الاقتراع لعل أبرزها يكمن في عدم ثقة المواطن بأن يتحقق حلم الإصلاح من خلال صندوق لطالما أخرج الفساد و الفاسدين .
ان ما آلت اليه أوضاع الساحات الانتخابية وتكرر السيناريو ذاته يستوجب على كل شخص مقاطع إعادة النظر في هذه المقاطعة، فلعزوف عن المشاركة في الإنتخابات هو بالضبط ما يريده معسكر الفساد لأن ذلك يعظم فرصهم في النجاح و الإستمرار في السيطرة والنفوذ من خلال قواعدهم الانتخابية التي تنتهج أسلوب الفائدة المتبادلة فتكون الخدمات حكراً للأشخاص وليس للصالح العام.
وهنا لا بد من أن نلفت الأنظار نحو ال ٧٠٪ من المواطنين الذين قاموا بتهميش أنفسهم بالعزوف عن الإنتخابات واضعفوا فرصة مرشح يحمل في ملفاته إصلاحات شاملة تخدم الوطن وخطط هادفة لخدمة المجتمع ككل وليس كافراد، عاراً على كل واحد منهم أن ينادي بالاصلاح من غير ان يكون جزءا منه.
لذا يستوجب عليك اخي النّاخب كخطوة اولى بالاصلاح الذهاب لصناديق الاقتراع وممارسة حقك الدستوري بالانتخاب وأن تحسن الإختيار لمرشح يحمل في ملفاته خدمة عامة وليست خاصة وإن لم تجد مرشح يمثلك في دائرتك الإنتخابية اذهب الي الصندوق وصوت بورقة بيضاء وتعني أن لا أحد يمثلني في دائرتي الانتخابية لكني أنا هنا موجود و أشارك، وتذكر أن صوتك مفتاح الإصلاح والتغيير وأن العزوف عن الإنتخابات ليس بحل للوضع الراهن بل الحل بالمشاركة.