لا شيء أسوأ من الآراء النَّمطيّة الشائعة بين الناس بلا بحث معرفي مُعمَّق، لا سيما في ما يخصّ صورة جلد الذات إلى حُدود فقدان الاحترام لها ولتاريخها ولإنجاز علمائها وباحثيها.
استفزني عدد من الموتورين وهم يعلّقون بسخرية وازدراء على مُنجز علميّ أثريّ لعدد من الزملاء في جامعة الحسين بن طلال باكتشاف كبسولة تاريخيّة لأعمال الصيّادين تعود إلى 9 آلاف سنة، بقول بعضهم:( ما هو الإنجاز في كومة حجارة) وآخر يزدري من إطلاق وصف: (علماء من جامعة الحسين) وآخر وآخر... إلخ
وعلى الرّغم من أنَّني لا أفضِّل الانجرار خلفَ الرّدّ على أقاويلَ مُتهافِتة، لكنَّني لا أريد أنْ أصمت عن مقولات غير البريئة التي تنال من إنجازات علماء وباحثين أمضوا سنوات طوال في البحث والدراسة والتحرّي؛ ليكون لهم فَضْل السبْق في مُنجز تاريخيّ يوثّق لحقبة زمنيّة موغلة في القدم تسبق الحضارة الفرعونيّة في مصر.
كما لا يجوز لنا أنْ نصمت عن أيّ إساءة مقصودة لجامعتنا هدفها تشويه صورتها أمام الرأي العام.
وعليه أتوجه برسالة إلى طلبتنا وخريجينا في جامعة الحسين حُقّ لكم أنْ تفخروا بجامعتكم، وأنْ تعكسوا صورة مشرقة عنها.
وأقول لبعض طلبتنا ممن يتعمّد الإساءة إلى الجامعة دون وجه حقّ: حان الوقت لتَعوا ذواتكم خارج عقد النقص وخارج النرجسية المتضخمة في أنفسكم.
لو كان هذا الإنجاز لباحث غربيّ لرأينا مديحكم وإجلالكم لصنيعه، ولسجلتم في الوقت ذاته مثالبكم من قيمة أيّ منجز عربيّ أو محليّ.
وفي الختام أتوجه بعاطر التقدير والإجلال لكلّ منْ شارك في تحقيق هذا الاكتشاف من علمائنا وباحثينا حتى بلغوا حدود الإبداع.
فهنيئاً لنا ولجامعتنا الحبيبة بكم وبمنجزكم العلميّ العريق.