ليس من المعقول أن يكتب الأستاذ موسى الصبيحي حتى الآن أكثر من (190) منشوراً ومقالاً حول مختلف قضايا وشؤون الضمان الاجتماعي، ولا يجد أي أذن صاغية من الجهات الرسمية والمسؤولين..!
الصبيحي كان قد قدّم استقالة تاريخية احتجاجية غير مسبوقة ناهزت العشر آلاف كلمة، أثار فيها الكثير من القضايا التي عبّر عن رأيه فيها بكل صراحة، وبأنها ستؤدي إلى عواقب غير محمودة مستقبلاً على الضمان ومركز المالي التأميني، وتطرق إلى سياسات انتهجتها الإدارة الحالية للضمان لكنها لا تصب في الصالح العام وسوف تؤثر سلباً على استدامة الضمان الاجتماعي..!
وأمس الأول وجّه عشرات الأسئلة لمدير الضمان ولرئيسة صندوق استثمار أموال الضمان، باحثاً عن إجابة عليها، وهي أسئلة شاملة للكثير من السياسات والبرامج والتشريعات والنتائج والأوضاع التي يعيشها الضمان اليوم وتصف واقعه بكل دقة وتفصيل ووضوح، ومع ذلك بقيت كل الجهات الرسمية المعنية صامتة، وكأنها لم تسمع ولم تقرأ شيئاً مما طرحه الصبيحي، ولم يصدر أي بيان يقول بأن ما ذكره الصبيحي على أهميتة الكبيرة، ليس صحيحاً أو يعترف بأنه صحيح..!
وبالأمس وجّه المغتربون الأردنيون على الهواء مباشرة نداءً حارّاً إلى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، لإنصاف السيد الصبيحي، الذي لا يزال حتى بعد تقاعده يمارس دوره التوعوي التثقيفي بتشريعات الضمان متطوّعاً، وبصورة أكبر وأكثر فاعلية لما كان عليه إبّان عمله في مؤسسة الضمان..!
إن الحديث اليوم عن الإصلاح الذي رائده الأول هو جلالة الملك عبدالله، يحتّم علينا أن ننظر إلى كل مَنْ يسعى إلى الإصلاح والحفاظ على المصالح العامة، والاهتمام بكل ما من شأنه تصويب المسيرة وتطويرها والحفاظ على المكتسبات والإنجازات الوطنية وتعزيزها، يحتّم علينا أن ننظر إلى هؤلاء بإنصاف وتقدير واحترام، وأن نشجّع الأصوات التي نُحسّ من خلال نبرتها بالغيرة على الوطن وعلى الصالح العام، دون أي نظرة ضيقة لتحقيق مكتسبات أو مصالح شخصية، ومن هؤلاء الرجالات الوطنية الأستاذ موسى الصبيحي الذي يحظى بشعبية واسعة في طول البلاد وعرضها، ويثق فيه الناس أكثر مما يثقون بحكومات بأكملها لأنه تحدّث إلى الناس من الميدان، وحاور الجميع دون استثناء وجاب طول البلاد وعرضها في حوارات ولقاءات موثقة، تحدّث فيها بصراحة وشفافية أسَرَت قلوب الناس الذين محضوه ثقتهم، فقد حاور الجميع في المنتديات والجامعات والجوامع والكنائس والنقابات والمصانع وعقد مئات الحلقات النقاشية مع العمال وممثليهم، وحاور المغتربين الأردنيين في أماكن إقامتهم في دول الخليج العربية، ولم يهدأ نشاطه أبداً حتى بعد أن أحال نفسه على التقاعد، واستمر في عمل دؤوب مشاركاً في ندوات ومحاضراً متطوعاً في شؤون الضمان وناشراً لسلسلة طويلة من المعلومات التأمينية التي تهم كل الناس، وما تزال سلسلته التأمينية مستمرة حتى الآن.. وهو ما ينم عن حجم الانتماء الذي يتمتع به الصبيحي والولاء لوطنه وقيادته..!
لننظر إلى الغالبية العظمي ممن تقاعدوا من أجهزة الدولة المختلفة وكيف أنهم التفتوا إلى مصالحهم الخاصة، وأوقفوا أي نشاط عام أو إسهام في تعزيز مصالح الدولة، لكن الحال بالنسبة للأخ الصبيحي كان مختلفاً تماماً، فقد زاد نشاطه وزاد عطاؤه العام، حتى أن الناس لم يصدّقوا أنه قد تقاعد..!
إن ندائي اليوم ليس موجّهاً للحكومة ولا لأي مسؤول فيها على الإطلاق، فليسوا بذي اهتمام بالمبدعين والوطنيين من أمثال الصبيحي، ولكن ندائي وكلماتي موجّهة اليوم إلى سيد البلاد ورائد التقدير والإصلاح جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بأن يلتفت إلى شخصية وطنية ومفكر وطني عميق الانتماء والولاء مثل الصبيحي، وكيف لا وأنتم يا جلالة الملك من وجّهتم بتشكيل لجنة وطنية للإصلاح الاقتصادي الشامل، أفلا يكون الصبيحي ممن يحظون بثقة جلالتكم في مواقع الدولة وصناعة القرار فيها..؟!
يا جلالة الملك، إن الصبيحي شخصية وطنية معروفة شعبياً ورسمياً، لكنها على المستوى الشعبي أكثر ثقة وتقديراً، وهو شخصية جريئة وشفّافة، يعبّر دائماً عن آرائه بموضوعية وصدق، وهؤلاء من يحتاجهم الوطن يا سيد البلاد، هؤلاء من يجب أن يكونوا في صدارة المشهد.. كل المشهد..!
وسلام على الوطنيين الأحرار.. المنتمين الأخيار من أبناء الأردن، ودام سيد البلاد وملكها المحبوب رائد التغيير والتطوير والإنجاز..