تفصلنا أيام قليلة ليدخل العالم عامه الثالث على التوالي في حرب طاحنة مع فايروس غير العالم بأسره ،٦ مليون وفاة و اكثر من ٤٠٠مليون إصابة حول العالم حتى اللحظة و خسائر اقتصادية لا تحصى .
جائحة كورونا وخلال عامين كاملين خلفت الكثير من التحديات الصحية و الاقتصادية والاجتماعية و التعليمية ،ضربت البنية التحتية لاقتصاديات العالم ،و أطاحت بالعديد من القطاعات الحيوية وكان من ابرزها قطاع السياحة و النقل و تجارة الجملة و التجزئة ،البطالة ارتفعت بشكل كبير و المديونية للدول و الافراد تعدت الخطوط الحمراء .
محلياً في الأردن دفعنا ثمناً باهظاً نتيجة هذه الجائحة خسارات في الأرواح واصابات بهذا الفايروس عالية جعلتنا في مقدمة دول المنطقة ،الاغلاقات الصارمة التي تمت بداية الازمة كانت كارثية على معظم القطاعات الاقتصادية ،المواطن كان الضحية وتحمل الكثير جراء هذه الازمة خسر الكثير وظائفهم وتراجع مستوى الدخل للباقي ،شركات افلست و أخرى تعثرت والباقي يحاول الصمود امام هذه الجائحة .
و بعد كل هذه التبعات جراء هذه الازمة بدأ العالم يقتنع بضرورة العودة للحياة الطبيعية و خاصة مع انتشار المتحور اوميكرون والذي ثبت انتشاره السريع ولكن دون تبعات صحية صعبة وعلى اغلب الحالات دون وفيات او ادخالات للمستشفى ،وبالتالي وصل الفايروس لاضعف حالاته وآن الأوان لعودة الحياة ورفع كافة القيود المفروضة من كمامات و تباعد وشروط للفحص المسبق وشروط صعبة للتنقل .
ونحن في الأردن علينا الإسراع في الدخول بمرحلة التعافي من هذه الازمة والقيام بالعديد من الإجراءات ومن أهمها :
١.وقف العمل بقانون الدفاع .
٢.رفع كافة القيود المفروضة جراء هذه الازمةً.
٣. التوقف عن اصدار النشرة اليومية الخاصة باصابات ووفيات كورونا
٤.فتح كافة القطاعات التجارية والخدمية وعودة العمل فيها كما كان قبل الازمة .
٥. اتخاذ مجموعة من القرارات الاقتصادية المهمة لتحفيز القطاعات المتضررة
جراء هذه الازمة للدخول في مرحلة التعافي بسرعة .
٦. عودة التعليم الوجاهي في المدارس و الجامعات .
في النهاية نحن بحاجة اكثر من غيرنا لعودة الحياة لطبيعتها لان هناك الكثير من الافراد والشركات لم يعد قادراً على بقاء الجائحة و قيودها مصيطرة على المشهد العام للحياة وان التحديات التي تواجه اقتصادنا من مديونية و بطالة و فقر وتراجع في نسب النمو والتضخم يحتاج الى قرارات جريئة وخطة اقتصادية مدروسة والتعافي سريعاً من آثار جائحة كورونا .
منير دية
محلل اقتصادي