أيمن بالأول من أمس سمعتك تتحدث بمكالمة "فيديو" مع أحدى خالاتك تقول جملتك الشهيرة "كيف الهمة؟" لتجيبك هي بكلمة "عالية" كنت تحاول التخفيف من وطأة الصدمة التي احاطت بالعائلة بخبر مرضك .
كنت اجهز نفسي للخروج من المنزل لتقديم اخر امتحان لي بالسنة الثالثة ، هدوء غريب يعم المكان بطريقة موحشة مخيفة ، كل العائلة لم تنم تلك الليلة شعور غريب يلتف بالمكان لكن لا أحد منا يريد البوح بما يشعر ، رن الهاتف اعتقدت انه المنبه ، صوت من بعيد غير واضح لكن من الواضح ان من على الخط تتحدث وهي تبكي ، ظهرت علامات الصدمة على ملامح العمة لينطق لساني دون تردد " شوفي ؟" لتجيبني بصوت يملأه الحرقة " أيمن مات ؟" ثم انهالت بالبكاء ، نزل الخبر كالصاعقة ، حاولت ان اتماسك وان ابدو قوية للتخفيف عنها وخرجت وانا اكفكف دموعي ، كانت كل حواسي بين يدي أمك ...
كيف للأمهات تحمل صدمة فراق فلذات اكبادهن ، بالأمس كانت تمسك يديك تتحدث اليك واليوم لا احد منا يملك القوة لإبلاغها بتلك الفاجعة ...
ليتني يا أيمن استطيع ان اهمس في اذنك لتوصل السلام الى جدنا لتخبره كم هي الحياة صعبة من بعده كيف لأحفاده ان يستمروا دون ان يبكون في أحضانه ليربت على أكتافهم بيديه ...
لن تشعر أمك بفاجعة موتك في حينه ..
حتى هذا البكاء الذي ينتابها من هول الصدمة لن تشعر به ..
ستشعر به عندما تجد مكانك فارغ ماثل أمامها دون وجودك فيه ..
عندما تفتقد حضور وجهك ، وحديثك ..
عندما تفتقد دفء يديك فلا تجده، وصوت ضحكتك فلا تسمعه ..
سيظل جزء منا مبتور حتى نلقاك فى جنة نعيم
فكُل أمرٍ في أوّله جَلل ثم يهون إلا الموت وإن بدا هين لا يهون ..!
رحمك الله أيمن واسكنك فسيح جناته وانزل على قلب امك وقلوبنا الصبر والسلوان