الكلمات التي خطّها الملك في رسالة للأردنيين هي الكلمات نفسها التي يؤمن بها الأردني، ويريد الاستماع لها.
فماذا بعد رسالة الملك؟ وهل تستطيع الإدارات الرسمية ضمان عدم تشاؤم الأردني؟ وإزاحة الإحباط عنه وبناء الثقة معه؟
الواقع يقول إن المناخات ملبدة بما يدعو للتشاؤم، وهي ظلمات فوق بعضها كلها تحيط بالمواطن حتى غرق في احباط وراء احباط.
كما قال الملك نحن نعاني من ضعف وتلكؤ وتمترس وانغلاق وتغول وتغييب، فالصعاب اشتدت ومحيطنا مشتعل بالأزمات التي ألقت بظلالها علينا.
وإن اردنا ان تعدّ التحديات فلا تكاد تحصيها، تحديات أمنية على الحدود، وانقطاع لطرق تجارية حيوية، ودعم خارجي تراجع نسبياً وحكومات لا تلبي الطموح.
الأوراق النقاشية الملكية، التي حددت للحكومات خريطة طريق، لم تنجح أي من الإدارات ترجمتها على الأرض، وهذا مفهوم، نظرا لمعاناتنا من ضعف في العمل المؤسسي وتلكؤ في تنفيذ البرامج والخطط، وتمترس بيروقراطي وانغلاق في وجه التغيير. تغول للإشاعة وتغييب للحوار العقلاني الموضوعي. وهذا تماما ما أشار اليه الملك عبدالله الثاني.
الجميع اليوم يتوق الى التغيير ولا احد يريد مزيد من الاخفاقات للاردن الذي نعشق في الملفات الحساسة والرئيسية كالبطالة والصحة والطاقة والتعليم والتدريب المهني والمديونية والقائمة تطول.
الان كيف يمكن أن نصنع حكومات قابلة للنجاح؟ وكيف نجعل من التفاؤل مفاتيح لصناعة المستقبل؟ وكيف يمكن تجسير فجوة الثقة بين الشعب والحكومات؟
لا بد امن أدوات وآليات مناسبة عمادها الشخص المناسب في المكان المناسب لتحقيق النهضة، وادارات مبدعة قادرة على ادارة المشهد باقتدار بعيدا عن الارتجالية وبناء اسس للتشاركية والثقة.
الحكومات يجب ان تُقَيَّم على الانجاز لا على التصريحات التي شبع منها المواطن، كما انه حان وقت الشفافية والوضوح المطلق لكسب ثقة المواطن بمؤسساته الرسمية.
"التشاؤم لا يبني مستقبلا، والإحباط لا يقدم حلولا، ولن نمضي خطوة إلى الأمام إن لم يكن الطموح دافعنا الذي لا يهدأ. وأعرف أن الأردنيين هم أهل العزم الذين لا يقبلون إلا الأفضل، ومعا سنصنع هذا المستقبل الأفضل"
ولا أحد من المسؤولين اليوم قادر حتى على ترميم العلاقة مع الناس. ولا أحد من المسؤولين قادر على ترجمة جادة للأوراق الملكية النقاشية. نعم لا تشاؤم. وإن التشاؤم لا يبني مستقبلا، كما ان الإحباط لا يقدم حلولا.