في يوم مميز يحتفل به الأردنيين، أطل علينا جلالة الملك حفظه الله ورعاه، بلغته القريبة إلى القلب، ووجدانه المفعم بالفخر والاعتزاز بأبناء شعبه، ورؤيته واضحة المعالم والتضاريس؛ في رسم ملامح الأيام القادمة والطموحات التي يصبو لها جلالته للوطن.
بكلماته البسيطة شخّص جلالة الملك "القريب من الحدث والقريب من كل بيت أردني"، واقع الحال، مؤكداً بأن مسيرة النجاح والتطور مهما تباطأت لن تتوقف، ومعبراً عن فخره واعتزازه بما أنجزه الأردنيين، بالرغم من الصعاب والتحديات.
لقد كان جلالة الملك واضحاً في رسالته بالحث على اتخاذ القرارات الحقيقية والواقعية القابلة للتنفيذ، وعدم التسويف باتخاذها، وعدم تأخير الإنجازات، مطالباً بالمسؤول القوي، القادر على وضع الخطط والاستراتيجيات نحو التطور والازدهار، فقد تحدث عن الواقع بكل صراحة وشفافية، مؤكداً على أهمية تغييره والعبور نحو الخطوة الأخرى في سلّم النجاح للأردن والأردنيين.
كما أكد ودعا جلالته إلى التشبث بالمستقبل الواقعي وعدم جلد الذات والنظرة إليه بإيجابية حقيقية مبنية على إمكانيات الدولة المتاحة، بعيداً عن الورود الوردية، وهذا يعتبر أساس النهج الذي يجب أن تتبعه الحكومة في المرحلة القادمة، وبالتشاركية مع كافة الجهات المسؤولة والقطاعات، خاصة وأن هذه المرحلة تعتبر من المراحل الهامة في حياة الدولة الأردنية، في بداية المئوية الثانية، وبالتالي فإن المطلوب وكما أشار إليه جلالة الملك، توجه الحكومة و بشكل حثيث على إنفاذ التوجيه الملكي السَّامي بالمبادرة نحو التغيير في النهج وإتاحة الفرصة أمام الجميع، فالمسؤولية أصبحت تشاركية، واتِّخاذ القرار الإداري الناجح، والسير في المسار الصحيح.
الرسالة الملكية، تعتبر خريطة طريق رسمها جلالة الملك، ورؤية تحمل في طياتها محاور حقيقية واقعية، تحتاج لتترجم على أرض الواقع في القريب العاجل، ولا يسعنا هنا إلا أن نعد جلالته والشعب الأردني على العمل نحو تحقيق ما يصبو إليه الجميع بالتشاركية من قبل مجلس النواب والحكومة وكافة القطاعات الوطنية لرسم مستقبل واعد للأردن.