علينا ان نقف جميعا امام المرآة ونرى انفسنا جيدا ونعترف باننا لا نتقن الا التذمر والشكوى ولا نعرف الا حقوقنا او البحث عن مكتسبات ، دون ان نقدم اي تضحيات او مبادرات .
دائما ننتظر من غيرنا ان يبادر وان يحل مشاكلنا وقضايانا او يفكر عنا ، وعند الاقدام نتراجع او ننتظر الموجة لركوبها ، فكل واحد منا يتمنى ان يكون الراكب الوحيد ، واول الواصلين بكل انانية .
نطالب غيرنا بالتغيير والإصلاح ، ونحن كما نحن، لا نقدم شيئا ولم نغير شيئا لا بانفسنا ، ولا بواقعنا ، نمارس دوما دور الضحية ، الباحث عن منقذ .
فعند اول موجة نستغلها وعند اول قطار نسافر فيه دون ان نلتفت الى الوراء ، وعند اول فرصة نستغلها ولو كانت على حساب الآخرين ، نصمت عندما يكون الكلام ضرورة ونتحدث عندما يكون حديثنا لا لزوم ولا ضرورة له .
نعم هذا هو الواقع، فاذا هبت شائعة او معلومة حول رفع الاسعار يبادر تجارنا بالرفع والزيادة قبل ان تصل لنا ريحها، او تخزين البضاعة املا وطمعا بالرفع وزيادة الاسعار ، وفي حال تم العكس يبقى الوضع على حاله والشكوى مستمرة .
فالمزارع عند اول فرصة تلوح له نرى العجب العجاب باسعار خضرواته بدرجة مبالغ بها لا تطاق ، فهل يعقل ان يتجاوز سعر « الزهرة» البلدية الدينار والنصف للكيلو الواحد قبل تصفيتها لتتجاوز الثلاثة دنانير، في بلد يعاني مواطنوه من الفقر بأنواعه والعوز الشديد ، وبنفس الوقت تبقى الشكوى والتذمر سيد الموقف ،
على الرغم من بعض التسهيلات والتخفيضات التي قدمتها الحكومة للمزارع سواء على المبيدات وتخفيض رسوم التصاريح وغيرها، قد تكون هذه الحوافز غير كافية ودون الطموحات لكن بنفس الوقت يجب ان تنعكس على المواطن المسحوق الذي لم يعد قادرا على العيش وتلقي الضربات المتتالية ، سواء من اسعار الكهرباء .وفواتيرها او من اسعار الوقود والمحروقات؟
اما تجار لمواد الغذائية الذين يتأهبون ويعدون العدة لرفع اسعارهم كما سمعنا تحت حجج وذرائع لا نعرف مصدرها او درجة مصداقيتها ، لكننا نعرف ان هناك موجة جديدة نتمنى ان تكون معلوماتنا غير دقيقة في هذا المجال.
مع كل الاجراءات الحكومية على الرغم من عدم كفايتها ، الا انها لم تفلح بعكس نتائجها على المواطن الذي يقع تحت مطرقة الحكومة وسنديانة التاجر الذي يتعامل مع الناس كأنه ليس منهم ولا يشعر بهمهم وبنفس الوقت يطالب الجميع ان يشعروا معه وان يفزعوا له لتحقيق مكاسب تملىء جيوبه التي لن تمتلىء ابدا .
فاذا كنا لا نشعر مع غيرنا ولا نتحمل مسؤوليتنا تجاه المجتمع والناس فكيف سنصل الى درجة التوافق على القضايا الوطنية الكبيرة .