يُسجّل التاريخ لبني حسن مواقف البطولة والشرف، يوم دخلوا القدس مع جيوش القائد صلاح الدين الأيوبي، دخول الفاتحين، لا الطامعين.
ويوم حاصروا قلعة الكرك، كانوا في طليعة الصفوف، دكّوا الحصون وحرّروا الأرض من أيدي الصليبيين، ثم واصلوا المسير إلى معركة حطين، حيث سطّروا المجد بالدم والرجولة.
وحين أقطع صلاح الدين القدس لبني حسن، وسلّم مفاتيحها بيد أميرهم الحسيني، كان يدرك أنه يودع الأمانة في أيدٍ وفية تحفظ العهد وتصون الأرض.
ومنذ ذلك الحين، ظلّ المبدأ ثابتاً: إن دخلنا القدس، فلا ندخلها إلا فاتحين.
أما من يحاول المتاجرة بالانتماء، ويتسلّق على اسم الأردن الشريف لينال امتيازاً أو جنسية، مدّعياً الاضطهاد ومتخذاً من الأوطان سلّماً للمصالح الشخصية، فذلك لا يمتّ إلى هذا الأصل العريق بصلة، ولا يمثل من حملوا إرث صلاح الدين، ولا من حملوا تراب الوطن في قلوبهم قبل أيديهم.
إن الانتماء لبني حسن ليس شعاراً يُرفع، بل مواقف تُثبت، وتاريخ يُروى بأفعال الرجال، لا بادعاءات الواهمين.
فالقدس ستبقى أمانة، وبنو حسن كما عهدهم الوطن، أهل الأمانة، وأهل النصر، ولا يدخلونها إلا كما دخلوها أول مرة… فاتحين.