84435--
اليوم نحن في ثورة حقيقية في الإعلام الرقمي، حيث تختلط الحقيقة بالوهم، ظهرت منصة تُسمّي نفسها "ميم”، لكنها ليست كما تدّعي. فخلف هذا الاسم البريء، تقف غرفة عمليات إعلامية تابعة لتنظيم الإخوان، تُدار من خارج الحدود، وتعمل بأسلوب ممنهج يستهدف الأردن قيادةً وشعبًا ومؤسسات.
صناعة الشخصيات الوهمية المنصة تبتكر أسماء عائلات أردنية "من العدم”، تُرفقها بصور مسروقة أو مولدة رقميًا، وتقدّم أصحابها على أنهم "خبراء” أو "ناشطون” أو "شهود عيان”. لا وجود لهم في السجلات، ولا أثر لهم على الأرض، لكنهم يُقدَّمون للجمهور على أنهم أصوات حقيقية تمثل الشارع الأردني.
التصريحات المفبركة بعد خلق هذه الشخصيات، تبدأ "ميم” في بثّ تصريحات مُفصّلة، مكتوبة بعناية لتُحدث ضجة، وتُزرع في سياقات سياسية أو اقتصادية حساسة. التصريح الواحد يُعاد تدويره على قنوات وحسابات متفرعة، حتى يظن المتلقي أنه حقيقة متداولة.
رسائل السم في العسل أسلوب الإخوان قديم لكنه متجدد: يبدؤون بمعلومة صحيحة أو شبه صحيحة لجذب الانتباه، ثم يدمجونها بتشويه متعمد، وإسقاطات سياسية مدروسة لضرب الثقة بين المواطن ودولته. الهدف ليس الخبر، بل صناعة شعور بالريبة وفقدان الثقة.
التوقيت المدروس"ميم” لا تتحرك عبثًا. كل مادة تُنشر في لحظة سياسية حساسة: تعديل وزاري، أزمة اقتصادية، أو ملف أمني ساخن. الهدف هو استغلال اللحظة لزيادة التأثير وإرباك الرأي العام.
الأردن واجه حملات أضخم وأخطر من "ميم”، لكنه اليوم يواجهها بوعي شعبي غير مسبوق. الأردني لم يعد مستهلكًا سلبيًا للمعلومة، بل مدققًا وناقدًا، يكشف الزيف ويفضح من يقف وراءه.
من يحترم الأردن يوضع في العين ، ومن يتطاول يتحمل ما يحدث اليه . مثل ما بقولو زمن أول حوّل، والأردني صار يعرف أن معركة الإعلام أخطر من معركة الحدود، وأن الدفاع عن سمعة الوطن مسؤولية جماعية لا تهاون فيها