83025--
كتب عبدالرحمن خلدون شديفات
وصفي التل، رئيس وزراء حمل في قلبه مشروع دولة، لا مجرد إدارة حكومة.
زرع الأشجار بيده، وصان الغابات بعقيدته، وآمن أن الوطن لا يُبنى بالإسمنت وحده، بل بجذورٍ تضرب عميقًا في تراب الأرض.
واليوم؟
خالد يقطع.
سواء كان "خالد” شخصًا، أو قرارًا، أو سياسة، أو تواطؤًا بالصمت…
فالنتيجة واحدة: الغابات الأردنية تُباد، وتُسلب منّا مساحات الظل والهوية.
في غابات بدر الجديدة غرب عمّان، وقعت المجزرة.
أشجار سنديان وسرو يزيد عمرها عن مئتي عام، سقطت واحدة تلو الأخرى، تحت أنياب مناشير لا ترحم. فيديو موثق، لا يحتاج لتعليق… فقط نظرة صامتة تكفي لتسمع صرخة الشجر.
هذه ليست حادثة استثنائية، بل عنوانٌ صارخ لانهيار منظومة الحماية البيئية في الأردن.
الاعتداء على الثروة الحرجية لم يعد فعلًا فرديًا؛ بل أصبح ظاهرة، تتكاثر في وضح النهار، في ظل غياب الردع، وتواطؤ الجهات المعنية، أو عجزها… أو كلاهما.
وصفي التل لم يزرع أشجارًا فقط، بل غرس فكرة: أن من يقطع غابة، يقطع شريان وطن.
أما نحن، فقد نسينا الدرس، وصرنا نُساوم على الأخضر تحت شعار التنمية، أو نغض الطرف عن الفعل لأن الفاعل "مدعوم”.
الغابة ليست ديكورًا طبيعيًا.
هي الذاكرة، والمناخ، والأمان الحيوي، وحق الأجيال القادمة.
هي ميزان الطبيعة، وروح المكان.
ومتى ما قُطعت، لا تُعوّض، لا بزراعة بديلة، ولا بخطاب تبريري.
فيا دولة الرئيس…
الغابة التي قطعت ليست فقط شجرة، بل وثيقة خضراء في سجل الدولة.
أين أنتم من كل هذا؟
ومن سيُحاسب من وقّع، وسمح، وتجاهل، وساهم في ارتكاب جريمة ضد الوطن؟
الشعب الأردني لن يرضى أن يصحو يومًا على بلاد بلا ظلال، ولا هواء نقي، ولا رائحة تراب مبلول في موسم المطر.
وصفي التل… زرع.
وخالد… يقطع.
والتاريخ يسجّل.
فإما أن تبقى البلاد خضراء كما حلم الشهداء…
وإما أن نوقّع شهادة وفاة الغابات بأيدينا، ونسير في جنازتها صامتين
https://www.facebook.com/share/v/1CJNZt1Yqo/?mibextid=wwXIfr