82147--
بقلم: أحــمد العـموش
اليوم ليس يوماً عادياً في الروزنامة الأردنية، إنه يومٌ يختصر حكاية وطن، ويجسد طموح أمة، ويجمع بين عيدين: عيد استقلال الأردن التاسع والسبعين، وعيد كروي ننتظره بفارغ الصبر، حلم مونديالي يلوح في الأفق!
تتجه أنظار الملايين، لا بل كل قلب أردني، إلى المستطيل الأخضر في ليلة تاريخية، حيث يخوض منتخبنا الوطني، "النشامى"، المعركة الكروية الأهم في تاريخ كرة القدم الأردنية الحديث. إنها "مباراة العمر"، بوابة العبور إلى كأس العالم، التي يواجه فيها النشامى منتخب عمان الشقيق، وعيون العالم كله تترقب هذه الملحمة الكروية.
في هذا اليوم المجيد، يتجاوز الاستقلال كونه مجرد ذكرى سنوية للاحتفال. إنه نبضٌ متجدد، روح تتجلى في كل إنجاز، وإرادة تتحدى المستحيل. ومن قلب المستطيل الأخضر، حيث تتجسد أسمى معاني العزيمة والتحدي، سيكتب النشامى بمداد العرق والإصرار فصلاً جديداً في حكاية هذا الوطن المستقل، القوي، والحالم. إنها لحظة إثبات الذات، وتأكيد الهوية، وتجسيد لمعنى الاستقلال الحقيقي: القدرة على صناعة المجد بأيدينا.
أنا، كأردني، كابن لهذا الوطن، وكصوت يردد صدى الجماهير التي ملأت المدرجات، أقف اليوم على أهبة الاستعداد. أتيتُ اليوم، لا أحمل سوى قلبي وعلمي وصوتي الذي سيصدح بـ "يا نشامى" حتى يرتجف الملعب، صوتاً يترجم ولاء أمة بأكملها وانتماءها. فكل تمريرة اليوم هي نبض وطن، وكل هجمة هي أمل أمة، وكل هدف هو صرخة مجد لأردنٍ شامخ، يمثل لاعبوه اليوم ليس مجرد فريق، بل تاريخاً، وشعباً، وحلماً عربياً يتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
إنها ليست مجرد مباراة كرة قدم عادية، بل هي محطة تاريخية، فرصة ذهبية لنؤكد للعالم أجمع أن الاستقلال ليس ذكرى جامدة، بل هو روح متوثبة تدفعنا نحو الإنجاز، وعزيمة وطنية لا تعرف المستحيل. إنها حكاية وطن يخطها أبناؤه بعرقهم وجهدهم، وطن مستقل، قوي، وحالم، لا يرضى إلا بالقمة.
ثقتنا بالنشامى ليست مجرد أمنية، بل هي يقين راسخ بأنهم سيصنعون التاريخ، ويكتبون أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات المجد الأردني.
فيا #نشامى_الأردن، يا من حملتم آمال أمة على أكتافكم، أنتم لها.. أنتم لها! على بركة الله، انطلقوا نحو المجد، فالمونديال ينتظركم، ووطنكم يهتف باسمكم!