جئنا لنقول فقال لنا. هذا ما همستُ به لنفسي وأنا أسمع تفاصيل التفاصيل التي تحدث بها ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن الإعلام الأردني.
كنتُ قد وضعتُ بعض النقاط من أجل الحديث عنها في لقاء تشرّفتُ به في حضرة سموه، وكان الإعلام الأردني محوره الرئيس.
نقاط حول ما يجب أن يكون ولا يكون في الإعلام الأردني؛ فإذا بسموه يتحدث عن معظمها مستفيضاً.
تفاصيل تبهرك. وهذا ما يريده: يريد أن يتحول الإعلام الأردني إلى صوت لاثنين: الدولة والمواطن معاً، وبذلك فقط يحمي الهوية الوطنيّة ويحافظ على القيم المجتمعيّة والهدف: الانتماء الوطني.
نحن نتحدث هنا عن هويّة إعلاميّة أردنيّة تضع مصلحة الأردن فوق كل الاعتبارات، "فالأردن يستحق منّا الأفضل، وأن نضعه بين رمش العين وهدبها".. يقول سموه.
أما عن التفاتة الأمير خلال حديث عن جوانب الحياة في الأردن فتلك تناولها سموه باستفاضة.
الأمير الشاب، الذي لا يخفي تفاؤله بالأردن، وبالأردنيين، الذين سطروا قصة نجاح، ستتواصل بإذن الله، يريد أن يزن الإعلام الأردني ما يستحقه من ثقل وطني وقومي. إنه يعرف جيداً أهمية الإعلام بوسائل المختلفة، كمهنة وممارسة، والدور الذي يلعبه في الحياة العامة، وفي إيصال رسالة الأردن إلى العالم. فما العمل؟
الإجابة حاضرة عند سموه وهو يفصّل أدق تفاصيل الإعلام الأردني، الذي يريده لوطن يستحق أن نبرز إنجازاته.
الإعلام بالنسبة لسموه ليس فقط مرآة المجتمع العاكس لمختلف جوانب الحياة في الدولة، من إنجازات إلى تحديات، وليس فقط صانع الرأي العام، وهو لا يختزل أيضاً في كونه ناقلاً للمعرفة بشموليتها، أو حتى داعماً للتنمية، وصوت المواطن، وقاعدة متينة للاقتصاد. بل هو كل ذلك وأكثر.
هنا فتح سموه قوساً على الكثير من العمل: نعم الحاجة ملحة لتدريب الشباب الجدد الملتحقين بالإعلام وتزويدهم بأدوات اللغة وإشباعهم بأخلاق المهنة وأدبياتها. وصحيح أن على كليات الإعلام في الأردن مسؤولية كبرى لمواكبة تطورات العصر في هذا المجال، وتسليح الطلبة بتكنولوجيات الفضاء المفتوح. لكن الصحيح أيضاً أن الإعلام الأردني بكليته الجامعة مدرسة استطاعت أن تخرّج مئات الأعمدة الإعلاميّة المنتشرة عربياً وعالمياً. وهذا مدعاة فخر، لا بدّ أن يتم البناء عليها وتعزيزها ومواصلة استدامتها.
قامات إعلاميّة أردنيّة عرفت مبكراً أن الإعلام ميدانٌ وليس مكتباً. وأن الحقيقة هناك في الخارج وليس كلمات مخترعة على شاشة الحاسوب.
أما أنا فأقول: نعم سموك، سنضع الأردن في قلوبنا وفي رموش أعيننا، ونحن مرتاحون ومطمئنون إلى وطن قائده عبدالله الثاني وعضيده الحسين بن عبدالله الثاني، الشاب الذي رأيتُ في عينيه حبّاً وفخراً عاليين بالأردن والأردنيين.