إذا كنت تعتقد أن مداهمات منتصف الليل هي شيء يخص أفلام الأكشن أو روايات الجريمة، فأنت مخطئ! يبدو أن وزارة العمل الأردنية قد قررت أن تدخل عالم الإثارة والتشويق من خلال أسلوبها المثير للجدل في ملاحقة العمالة الوافدة المخالفة. فبدلاً من استخدام الطرق التقليدية في التفتيش، اختارت الوزارة أن تتبنى أسلوبًا يشبه إلى حد بعيد العمليات الأمنية، مما أثار حفيظة العديد من المواطنين والمتابعين.
في ظل تصاعد الانتقادات، يتساءل الكثيرون: هل نحن أمام فرق تفتيش أم رد فعل سريع ؟! فالحملات التي تنفذ بعد منتصف الليل تجعلنا نشعر وكأننا في فيلم هوليودي، حيث يتم اقتحام مواقع العمل وكأنها معاقل عصابات. العمال يختبئون تحت الطاولات، وأصحاب العمل يتساءلون عن كيفية التعامل مع هذا السيناريو الغريب.
وقد أفادت شركات الإسكان والمقاولون بأن هذه الحملات تثير الذعر بين العمال، مما يؤثر سلبًا على بيئة العمل. فهل هناك من يعتقد أن هذا الأسلوب سيؤدي إلى تحسين الظروف؟ بالطبع لا! بل على العكس، فإن هذه المداهمات تترك انطباعات سلبية على الجميع، بدءًا من العمال الذين يشعرون بأن حقوقهم تُنتهك، وصولاً إلى أصحاب العمل الذين يجدون أنفسهم في موقف محرج أمام موظفيهم وعملائهم.
ومع تزايد الشكاوى، يبدو أن وزارة العمل تحتاج إلى إعادة النظر في استراتيجيتها. ربما حان الوقت لتبني أسلوب أكثر إنسانية وفعالية، بعيدًا عن مشاهد الأكشن التي تعكس صورة سلبية عن الدولة أمام المجتمع الدولي. فهل سنرى يومًا ما حملات تفتيش تتسم بالاحترام والاحترافية بدلًا من اقتحامات تشبه الأفلام السينمائية؟
في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل نحن بحاجة إلى وزارة عمل أم إلى فرقة رد سريع ؟!