جلالة الملك -حفظه الله ورعاه- في كل لقاءاته مع أبناء المحافظات الأردنية بعد أن يلقي عليهم تحية السلام ،وبعد تفقد أحوالهم ومسيرتهم عبر تاريخ الدولة الأردنية
سرعان ما تجده ينتقل نقلة سريعة وعجلى إلى القضية الفلسطينية والموقف الداعم لوقف الحرب على غزه بشكل فوري عبر الضغط على مراكز القوى وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والدوائية .
وجلالته يذكرنا دائماً أنه مع الحق وإحقاق الحق بشأن العدوان على أشقائنا الغزيين ودعوته المستمرة للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.
وعلى هذا الأساس يمكن القول بإنه
لا يستطيع أحد مهما كان ومن يكون الترويج لنظرية المزايدة على حساب الموقف الرسمي المتقدم خطوات إلى الأمام اتجاه العدوان على غزة والضفة ، وبتقديري فإن هذا الموقف الكبير له مزايا عظيمة وذات شأن وقيمة، ومنها :
التفرد والتميز أمام خطوات أخرى بسيطة وبطيئة .
و خليقٌ بنا القول بصوت عالٍ إن تشكيل هذا الموقف الرسمي يتناغم مع كيمياء الموقف الشعبي منذ أكثر من خمسة وسبعين عاماً أي منذ النكبة عام ١٩٤٨ م ، فهو لم يكن حديث العهد والتاريخ أو وليد اللحظة الراهنة ،إنما متجذر بالعمق وجذوره ضاربة عبر جغرافيا الضفتين وأبعد .
وفي خطابات جلالته في المحافظات الأردنية على إيجازها نجدها محملة برسائل سياسية للداخل وللخارج ، كما أنها محملة برسائل اجتماعية للداخل الأردني في شدّ حبال البيت الأردني الواحد و تمتين الجبهة الداخلية الأردنية وتقويتها خصوصاً ونحن في أدق مراحل الحياة الأردنية وأصعبها .
جلالته حينما يكون بين أهله وربعه يصبح الحديث بينه وبينهم حديث الأب لأبناءه من جهة ، وحديث الراعي لرعيته من جهة ثانية ، وألا ّ يوجد حواجز بينهما في المكاشفة والمصارحة حول مجريات ومستجدات المرحلة الدولية الراهنة من جهة ثالثة .
جلالته حينما يكون بين أهله و ربعه يعم الخير على المحافظة التي يزورها أو القبيلة التي يزورها ، فيأمر بمواصلة مسيرة التنمية الشاملة وتحسين معيشة المواطنين و إسداء التوجيهات الكريمة للحكومة لتسريع عجلة النماء والازدهار بشتى أنواعه .
بين أهله وربعه تعني الكثير ، وما تعني إلا العمل الجاد من داخل دائرة الميدان ، وهي إشارة وسيمياء لكل مسؤول حكومي بمحاكاة هذا النهج الملكي المتقدم والمتميز.
حقاً وحقيقةً ، جلالته هو بين أهله وربعه بيعة رضوانية لم ينقطع عقدها الاجتماعي يوماً ما ، إنما تتجدد وتتمدد بكل فخرٍ واعتزاز .