2024-11-25 - الإثنين
00:00:00

آراء و مقالات

غزة ... و النخوة العربية

{clean_title}
صوت عمان :  

وصفي سمحان 

مجزرة جديدة ترتكب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ضمن مسلسل الإرهاب المنظم والمستمر في الكيان الصهيوني ضد فلسطين الأرض والبشر والمقدسات .!
صمت عربي وإسلامي إزاء ما يجري.!
وكأن ما يجري هو في جزيرة سيشل ، بل على العكس فمتابعة مباراة بين برشلونة وريال مدريد أهم بكثير حتى في نشرات الأخبار العربية .!
من حقنا أن نتساءل :
ماذا يجري في العالم العربي والإسلامي .؟!
ولماذا هذا التخاذل العربي و الأسلامي و الصمت الغريب إزاء شلال الدم الفلسطيني .؟!
ما من بريء، وكأنه تواطؤ عام .!
من أين نبدأ وبلاد العرب مقامات .؟ !
نبدأ من القول بأن هذه الأمة لم تعد تصلح إلا للإستجداء الدولي . !
وأن هذه الأمة قد قاتلت طويلا حتى تـنتصر في معركة التحول إلى سلاحف مهذبة ، لا ترغب حتى باللحاق بالكلام الذي تقوله .!
وأن هذه الأمة قد فقدت شعارها المعروف بأنها " ظاهرة صوتية" لا حول لها ولا قوة .!
لقد خيروها فاختارت الصمت العربي ، وبقي لإسرائيل الدم الفلسطيني .!
فالعدو الإسرائيلي يخوض بجدارة وامتياز المباريات الدموية من قتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وتدمير المنازل على رؤؤس ساكنيها ، والمساجد على رؤوس المصلين لتحقيق حالتي الرعب والإحباط في الوطن العربي ، والأمة العربية تخوض ــ بجدارة وامتياز أيضـًا ــ المباريات الكلامية حول صفة ضحايا العدوان هل هم قتلى أم شهداء . ؟ ! !
وهل نستنكر وندين العدوان الصهيوني على غزة أم نستهجن و نشعر بالقلق لهذا العدوان .. ؟!
تـُرى، كيف استوطن في عقل العرب ذلك المثل الصيني المهجور الذي يقول :
" اجعل عدوك صديقك واخلد إلى الراحة " . ؟!
تـُرى، لو أن الكلاب تكذب فعلا هل كانت تتوقف عن النباح .؟!
كيف بلغ الانهيار مداه .؟!
وهل حقـًا أن القضايا الكبيرة ترهات كبيرة لا بد من تجاهلها تخفيفـًا من الأعباء .؟!
مخيف جدًا هذا الواقع العربي .!
أكثر من سبعين عاما ونحن نعد لـ" هم " ما استطعنا من قوة .!
اشترينا الطائرات و الدبابات والمدرعات والصواريخ والمدافع والبوارج والرادارات .!
نفذنا أمر الله وبالغنا وأسرفنا .!
وعند حسم المعركة لم نستعمل أكثر من طائرة مدنية انطلقت إلى واشنطن .!
كيف يمكن فهم هذا الصمت الغريب و المستهجن من " سباع العرب " على العدوان الهمجي والحاقد ، وحرب الإبادة المنهجية التي تقوم بها قوات العدو الصهيوني بحقد عنصري لا حدود له لقطاع غزة ،وعلى أشلاء الأطفال و النساء و الشيوخ . ؟!
وكيف يمكن فهم إتهام " سباع العرب " للفلسطينيين بإعطاء ذريعة للعدو بشن الحرب على غزة . ؟!
أشك بأن أعداءَنا عباقرة .!
كل ما في الأمر أننا نحن الأغبياء .!
فالغباء العربي أصبح جزءًا من الواقع الذي تعودناه ، بل أدمناه إلى حد إفتقاد الشعور والإحساس بآلامه وأثقاله . !
في عصر الغباء العربي أصبح الدم الفلسطيني شمعة العصر..!!
وأصبح الصبر الفلسطيني مغناة العصر..!!
والصمود الفلسطيني ملحمة العصر..!!
وملاحقة الفلسطيني في المطارات وعلى الحدود .. حكمة العصر..!!
وقتل الفلسطيني على الهوية .. سمة العصر..!!
وأن يقاتل الفلسطيني وحده.. من مسلمات العصر..!!
لا نسوق هذا الحديث من موقع " جلد الذات " باعتبارنا من هذه الأمة ، بل من واقع المعاناة اليومية بكل جزئياتها للإنسان الفلسطيني أينما وجد .. في المنافي والشتات، أو على امتداد مساحة الوطن الفلسطيني ، أو ما تبقى من هذا الوطن في ظل هذه الهجمة الصهيونية البربرية التي تقودها عصابة القتلة في تل أبيب ضد كل ما هو فلسطيني ..!!
وبعد :
بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت عام 1982 م بعد قتال و صمود أسطوري أستمر لأكثر من ثلاثة شهور أمام آلة الدمار و الحرب الصهيونية ، قال الراحل أبو عمار و هو على ظهر سفينة فرنسية متجهة به مع المقاتلين إلى أثينا ، و من ثم إلى تونس :

شاكرين يا سباع العرب شاكرين ..!!
 
وصلت ولله الحمد إمداداتكم..!!
 
خيام وسكر وطحين..!!

شاكرين يا سباع العرب شاكرين..!!
 
والله أنكم شوية وصلتم متأخرين..!!

لكن شاكرين لكم شاكرين..!!