أ.د. محمد الفرجات
لطالما كتبت بشأن النقل وتحدياته داخل مدينة العقبة، بين إزدحام ينمو وبنى تحتية وشبكات تتقلص بطاقتها الإستيعابية، ومع غياب الحلول وبوادرها، فقد تشاورت فنيا وهندسيا مع خبير سكك حديدية في مفوضية العقبة، وذلك حول إمكانية الاستفادة من سكة حديد الفوسفات المهجورة، والتي تمر من أحياء مزدحمة ويضطر سكانها لسلوك تقاطعات خطرة ومزدحمة بالشاحنات والصهاريج والملاحات، وهي المنطقة السكنية التاسعة ووحدات الجيش والمنطقة السكنية الخامسة والمنارة والشلالة... وصولا إلى جسر الميناء القديم.
يقترح الحل تشغيل قاطرات بدفع كهربائي يغذى من شبكات خفيفة تؤسس بمحاذاة السكة وتعمل بالطاقة الشمسية، وتزود بمحطات توقف وتحميل عصرية، وهذا في مرحلة المشروع الأولى ويشغل ضمن خطة نقل دقيقة التردد والوصول، ومن ثم وللمرحلة الثانية يتم نقل جزء من خطوط السكة المهجورة من مراحل ما قبل العقبة، ويتم تأسيس خط دائري لمسار النقل بالقطار الخفيف، ويمر من وسط البلد إلى أحياء الوحدات الشرقية والشعبية والمحدود والعاشرة وملقان فالمطار وصولا إلى بداية المسار في المنطقة التاسعة، وسيربط القطار لاحقا مدينة العقبة مع تجمعات المد السكاني القادمة في مخططها الشمولي لاستعمالات الاراضي شمال العقبة.
مدينة إقتصادية خاصة كالعقبة (سكانية، صناعية، سياحية، تجارية، إستثمارية، مدينة أعمال) تسعى لتكون مدينة ذكية، لا تليق بها الازدحامات المرورية، وجدير بسلطاتها المحلية تبني الفكرة.
المشروع المقترح يعد نواة لدخول المملكة عصر النقل بالقطارات داخل المدن، وقد كنت أول من إقترح ذلك صيف عام ٢٠٠٤ في جريدة الرأي بمقال لي معنون "قطار كهربائي لنقل الركاب بين عمان والزرقاء"، لتبدأ وزارة النقل بعد أسبوعين بتبني الفكرة، والتي لم تر النور لغاية اليوم.