من الصعب تصوّر كيف يتحوّل الفرح إلى حزن، كيف تبدّلت الضحكات إلى دموع، وكيف تلاشت الأماني والاحلام في لحظة.
في لحظةٍ كان يعم فيها الفرح حياة حمزة، تلك الليلة كان يجب أن يزفَّ فيها بين أحضان أهله وأصدقائه، تحوَّلت فجأةً إلى حزن عميق توشحت فيها مدينته بالسواد.
حمزة لم يكن مجرد عريس يحتفل بدخوله القفص الذهبي، كان ابنًا مفعمًا بالحياة وصديقًا وفيًا وأخًا حنونًا... كان ينظر إلى المستقبل بعيون مليئة بالأحلام والآمال، وكان يحمل في قلبه مشروعًا لحياة سعيدة... كانت عيناه تتلألأ كالنجوم في ليلة صافية، مشعتَين بالأمل والتفاؤل"... وحوله ضحكات الأهل والأصدقاء، وكل منهم كان يحمل حلمًا للعريس حمزة ، ليروا يومًا يزفونه عريسًا فخورًا إلى بيته الجديد.
في لحظة قاتمة، تحول العرس والبهجة إلى ألمٍ لا يوصف.. بينما كان يرقص في حمام العرس بقلب مليء بالفرح، اخترقت طلقة طائشة جسده النقي الطاهر، في تلك اللحظة الصادمة، تلاشت الضحكات وتبدلت إلى دموعٍ ، وانكسرت القلوب تحت وطأة الصدمة".... الأم التي خيطت أحلامها في ثوب الفرح لابنها، الآب الذي راقب بفخر تقدمه بالعمر ، الأصدقاء الذين شاركوه كل لحظة سعيدة، والأقارب الذين تواجدوا ليشهدوا هذه اللحظة المميزة... جميعهم تأثروا بصدمة كبيرة لا تصفها الكلمات.
في ثوان معدودة، فقدنا حمزة... انطفأ نجمٌ مشرق قبل أن يبدأ في مشواره، تحولت البهجة إلى حزنٍ عميق، والمستقبل الواعد إلى ذكرى مؤلمة... نعلم جميعًا أن حمزة يمكن أن يكون أخًا أو ابنًا أو صديقًا لأحدنا، لأنه يجسد الأرواح الشابة التي تفعل المستحيل لتحقيق أحلامها.
دعوتنا للحماية من مثل هذه الكوارث لا تعني مجرد الالتزام بالقوانين، بل تتعلق بقلوبنا ووعينا بأن الحياة أغلى مما يمكن أن نتخيل... يجب أن نعمل معًا للحفاظ على حياة الأبرياء، والتوعية بأن العيارات النارية لا تحمل سوى الألم والفقدان.
حمزة ليس مجرد اسم ، إنه رمز للأمل وللأرواح التي يتمزق قلبنا عند فقدانها، لنتعاون من أجل حماية مستقبلنا ومستقبل من نحب، لنجعل الفرحة دائمة في وطننا ولنمنع أن تنقلب الأفراح إلى حزن، فالحياة تستحق أكثر من رصاصة طائشة.