على مدار السنوات الأخيرة وبشكل شبه يومي تقوم عصابات من الجنوب السوري بعمليات لتهريب أسلحة و مخدرات بكميات ضخمة ومحاولات تسلل للاردن مما استدعى من الجيش و قواتنا المسلحة تغيير قواعد الاشتباك والتعامل مع تلك العصابات بالذخائر الحية واطلاق النار بشكل مباشر على كل من يحاول اجتياز حدودنا و تهديد امننا و ضرب اقتصادنا الوطني .
جهود كبيرة يبذلها رجال الجيش و الأجهزة الأمنية في الجبهة الشمالية لحماية الحدود من تلك العصابات استنفذت الكثير الوقت والجهد والمال والأجهزة والمعدات اللازمة لمراقبة الحدود ومنع عمليات التهريب والتسلل ولان هذه العصابات مدعومة فقد استخدمت أساليب و طرق حديثة في التهريب كاستخدام (الطائرات المسيرة ) لتهريب المخدرات ومراقبة الحدود .
الأردن يبذل جهود كبيرة على الصعيدالدبلوماسي لاعادة سوريا الى الجامعة العربية و قد نجح في ذلك وهناك اتفاق لتبذل الحكومة السورية جهودها لمساعدة الأردن على وقف عمليات التهريب ولكن ان لم تتوقف عمليات التهريب من سوريا الى الأردن فلا سبيل للاردن سوى القيام بعمل عسكري موسع لضرب مقرات تلك العصابات المتمركزة في الجنوب السوري وتفكيك بنيتها التحتية والقضاء عليها ولا خيار غير ذلك وهذا تماماً ما صرح به وزير الخارجية الأردني قبل أيام .
غياب الامن في الجنوب السوري وسيطرة العصابات على مناطق واسعة هناك واتخاذها مقرات لها للقيام بعمليات التهريب والتسلل وتصنيع المخدرات يتطلب من الأردن التحرك عسكرياً لتدمير مقرات تلك العصابات وانهاء وجودها.
قواتنا المسلحة تقوم بحماية الحدود الشمالية دفاعاً عن الأردن ودول المنطقة من خطر تلك العصابات ويستحق الأردن كل الدعم لما يبذله من جهود كبيرة لوقف عمليات التهريب والتسلل والتي سيكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على اقتصاد تلك الدول وبنيتها الاجتماعية والأخلاقية .
علينا جميعاً دعم قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية لما تبذله من جهود لحماية الوطن والدفاع عن مقدراته ليبقى هذا الوطن شامخاً عزيزاً .
منير دية
خبير اقتصادي