لربما كان قطاع التعدين في الأردن، هو القطاع الأهم الذي كان، وما زال، تحت المجهر منذ أطلق الملك عبدالله الثاني رؤية التحديث الاقتصادي، فهذا القطاع هو العمود الأساس للاقتصاد الأردني لما تحويه اليلاد من خيرات وفيرة منه لم يكن ينقصها، منذ سالف الزمن، سوى الإدارة الحصيفة الحكيمة ليجني الأردن خيرات هذا القطاع.
ما سلف ينطبق تماماً على شركة مناجم الفوسفات الاردنية التي تشكل العنوان الأساس لثروة التعدين، ولذلك فقد كانت تحت عين المراقبين بشكل مستمر، ودون هوادة، حتى تحقق للاقتصاد الأردني ما هو مأمول منها، وحسب ما أكدت الأرقام، فإن إدارة الفوسفات، وبقيادة ربانها الماهر الدكتور محمد ذنيبات، الذي عُرف عنه حكمة القيادة في كل ما تولى من مناصب سابقة ومنها "كرسي الوزارة”، نجح في التحدي هو وفريق الشركة في محلس الإدارة وفي الإدارة التنفيذية، وكان ذلك بلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تجامل، فالنتائج المالية ممميزة، بل الأكثر تميزاً بين كافة الشركات، وانعكس ذلك إيجاباً على مجمل الاداء الاقتصادي الوطني.
وبمقابل التركيز على المكاسب المالية والتشغيلية الكبيرة التي حققتها شركة الفوسفات، فإنه وجب التركيز على دورها في دعم المبادرات المجتمعية وتحقيقها العديد من الانجازات، وتوفيرها بيئة عمل ملائمة للعاملين، فكل ذلك أدى بالمجمل لرفع مستويات العمل والانتاج بالنظر لاسلوب الادارة المتبع في هذه الشركة وتحمل المسؤولية من قبل الجميع وبذل كل الجهود للحفاظ على المكانة التي وصلت اليها الشركة.
ورغم كل تلك النجاحات، فإن الطوحات لم تتوقف هنا فحسب، بل أن العمل ما زال يجري، وعلى قدم وساق لزيادة حصة الشركة في السوق العالمي، ورفع نسبة مبيعاتها والسعي لتحقيق أرباح تجعلها تزاحم أبداً على قمة الشركات الناجحة في الوطن.
وعودة على بدء، فإن نجاحات شركة مناجم الفوسفات تُرشحها، وبقوة، لتكون من الشركات الأجدر بالثقة على تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي لا سيما عندما يتم النظر بعمق الى ما اتخذته من اجراءات في الهيكلة وتوجيه الطاقات البشرية وتفعيل عملية التدريب للخريجين من الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية، هذا بالإضافة الى ما تمكنت من بنائه من شراكات مع نظيراتها العالمية لتوسيع نطاق عملها في صناعة الاسمدة الفوسفاتية والمنتجات الاخرى للفوسفات.
شركة الفوسفات باتت رقماً صعباً إذن في الاقتصاد الوطني الأردني، ولو لم تكن إدارتها ناجحة بكل المقاييس، لما أصبحت أيضا رقما صعيداً بين نظيراتها في العالم، ولما زاحمت كبريات الشركات في كل أسواق العالم، ولما كانت الشغل الشاغل لكل منديات وصحافة ورجال أعمال وتجار وبورصات العالم، ومع ذلك فإن المتابع لأفكار وخطط الشركة التي تضعها إدارة الشركة للمستقبل، يعلم تماماً بأن لا تقاعس، وبأن تحقيق المزيد من النجاحات، تحدي ما زال قائم.