منير دية
في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات يكاد الأردن البلد الوحيد الذي ينفرد بطقس ربيعي وطبيعة خلابة وخاصة في مناطق الشريط الغربي والذي يمتد من منطقة ام قيس شمالاً مروراً بقرى اربد فالاغوار الشمالية ومرتفعات عجلون ثم جرش فالسلط واطلالتها الغربية الساحرة خصوصاً احراش زي ودبين لتصل الى عمان والتي تضم مناطق بدر و بلال وادي السير عراق الأمير وادي الشتا ثم ناعور وسيل حسبان وسهول مادبا مع حمامات ماعين لتدخل الى الكرك وقلعتها وجبالها ثم الطفيلة فمحمية ضانا الرائعة ..
مناطق واسعة وممتدة في الأردن تمتاز بطبيعة رائعة لا توجد في معظم دول الخليج والمنطقة ولها روادها الذين يبحثون عن الطبيعة ويسافرون من اجلها ويدفعون ثمن ذلك الكثير وعلينا استغلال هذه الميزة التنافسية وصناعة محتوى سياحي منافس فيه من الخدمات ما يمكن السائح المحلي والعربي وحتى الأجنبي من الإقامة في هذه المناطق وتسويقها بطريقة مختلفة وعمل بنية تحتية تخدم تلك المناطق من شوارع ومطاعم وفنادق و منتجعات ويسهم فيها المجتمع المحلي لتشغيل الايدي العاملة وتحريك عجلة الاقتصاد .
السياحة تعتبر من اهم الموارد للعملة الصعبة بعد تحويلات المغتربين والصادرات الوطنية فالسياحة والتي تتنافس دول العالم اليوم ودول المنطقة تحديداً لجذب اكبر عدد من السياح من خلال رفع القيود وتسهيل الحصول على التأشيرات ومراجعة كافة الإجراءات التي من شأنها جذب السياحة واقامتهم في تلك الدول .
الأرقام السياحية في الربع الأول من العام الحالي مبشرة حيث دخل الأردن اكثر من ١،٤مليون زائر تصدرت الجنسيات العربية القائمة لاكثر من نصف مليون زائر ثم الأردنيين المغتربين بأكثر من ربع مليون زائر ثم الجنسيات الأوروبية والأمريكية والاسيوية ،وبالتالي ومن خلال تلك الأرقام يجب علينا الاهتمام بالجنسيات العربية وتقديم كافة التسهيلات لدخولهم الى المملكة ورفع القيود المفروضة على بعض الجنسيات وفتح خطوط طيران مباشر مع العديد من العواصم العربية وتكثيف اعداد تلك الرحلات وتخفيض تكاليف السفر وثمن الرحلات .
قطاع السياحة والخدمات قادر على حل الكثير من المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الأردن ويستطيع هذا القطاع رفد الخزينة بمليارات الدولارات سنوياً وتشغيل مئات الالاف من الايدي العاملة وزيادة معدلات النمو وتحريك معظم القطاعات الاقتصادية الأخرى وهذا يحتاج الى إجراءات حقيقية وليس شعارات وخطط لا تنفذ ولدينا الكثير لننافس دول المنطقة ونكون رقماً صعباً على خارطة السياحة سواء كانت سياحة علاجية ام ترفيهيه ام دينية .
الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم اليوم وما يمر به اقتصاد بلدنا يتطلب منا استغلال كل الفرص والامكانيات المتاحة والعمل بصورة جادة وسريعة واتخاذ جميع القرارات بكل جرأة حتى يستطيع اقتصادنا الصمود امام التحديات والأزمات الحالية والمستقبلية .