حمزة أبو نوار
من وجهة النظر الإعلامية؛ تُعد نظرية حارس البوابة (Gatekeeper) من أهم نظريّات علم الاتصال، ويرجع الفضل في تطويرها لعالم النفس النمساوي كيرت ليوين عام 1977، وتختزل النظرية عملها في أنّه على طول الرحلة التي تقطعها المادة الإعلامية من المصدر إلى المُتلقّي؛ توجد بوّابات يتم بموجبها اتخاذ قرارات بما يسمح بمرورها أو تعديلها أو منعها. وفي وطننا العربي على وجه العموم، وكذلك الأردن؛ يتعدد حراس البوابات، وتتعدد أسباب منع النشر، وتقييد حرية التعبير، وليس ببعيد عنا ما نعانيه من تسلط قانون المطبوعات والنشر، وقانون الجرائم الإلكترونية، وسطوة القيود على حرية الكلمة. أما من وجهة النظر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية، فإننا جميعاً حراس للبوابات؛ فالأب هو حارس بوابة الأسرة، وكذلك الأم، في مواجهة أية ظواهر قد تضر بالعائلة. وجهاز المخابرات حارس للبوابة، البوابة التي لا تسمح بمرور المارقين. وكذلك الجيش العربي الباسل يحرس بوابات الحدود، وجهاز الأمن العام يحرس بوابات النهار، وعتمة الليل من كل فعل مشبوه، وجهاز الدفاع المدني الذي يحرس بوابات الحياة. وكمدخل لما سأقول، يحضرني هنا أغنية لفيروز: على البوابة في عبدين، الليل وعنتر بن شداد، فحراس البوابات هم فرسان الرحى عند الشدايد، وهم عنتر بن شداد إذا نادى الأردن رجاله المخلصين. وحراس البوابات هم خدم للشعب، مطيعين لولي الأمر؛ جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني حفظه الله، حارس بوابة الأردن الأكبر والأوسع. أليس الوزير والمدير والسفير حراس للبوابات، وماذا لو فقد هؤلاء الحراس البوصلة، بفعل التشويش أو خائنة النفوس، حتماً سيمر الفساد عبر هذه البوابات. وماذا لو ترك حراس البوابات وظيفتهم عن قصد، أو مطمع، حتماً سيعج مجتمعنا الأردني بالفوضى والانكسار. وجب علينا جميعاً أن نفعل حارس البوابة الكامن في وجداننا، وهو الضمير؛ فالضمير أقوى من النظم والتشريعات والقوانين. والضمير هو حارس البوابة الأول والأقوى. سلام عليك يا أردن أينما كنت، فأنت وطني الذي يتعدى حدود الزمان والمكان.