تصريحات ملكية حملت عنوانا كبير "هذا أبني وأبن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء" ، تصريحات حملت رسالة الطمأنينة بان يد العدالة لن تغفل عن الجاني في حادثة استشهاد العقيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح برصاصة خائنة من يد آثمة استهدفته اثناء الواجب الرسمي في معان .
"الاحتجاج" حق وشكل من أشكال التعبير ضمنه الدستور كجزء اصيل من حقوق المواطن المشروعة في المطالبة بما يريده ولكنه مضبوط بالقانون والسلمية كأساس وان خرج عن ذلك واصبح تخريبا مرفوضا سيواجه بقوة انفاذ القانون وادواته .
الأردن دولة مؤسسات وقانون ومن غير المقبول أن تكون بعد مئة عام على ولادتها بغير هذا الشكل فدولة المواطنة والقانون التي تسعى للتطور وصولا الى حكومات برلمانية وبرامج حزبية تنمي من المشهد الديمقراطي فيها وتشرك المواطن في دور سياسي حقيقي وواضح تحكمها قوانين ناظمة للحقوق والواجبات وتؤطر نحو تحديث قانوني وسياسي واداري واقتصادي .
وعلى الرغم من التحديات والصعوبات بقي الأردنيين ملتفين حول وطنهم وقيادته متمسكين بثوابت وقيم أنقذتهم من براثين الربيع العربي وفوتت مخططات واجندة تستهدف امنهم واستقرارهم وهي ذاتها المخططات التي جرت العديد من الدول إلى ويلات ، الا إن ما نشاهده من مظاهر التخريب المتعمد للمؤسسات الحكومية والخاصة منها والاعتداء على مرتادي الطرق وقطعها واستهداف حافلات سياحية وصولا الى الاعتداء على منتسبي الأجهزة الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطنين ممن يحملون ارواحهم على اكفهم واطلاق النار عليهم هو أسلوب غريب ومرفوض بشكل قاطع ويخرج عن القيم والثوابت الأردنية ويخالف الشرع والقانون ومن غير المسموح أن تزج العشائر في مواجهة فيما بينها .
جلالة الملك صمام امان الاردن وعنوان التلاقي مهما اختلفنا أو اتفقنا ووجوده ببزته العسكرية في بيت عزاء الشهيد الدلابيح هو دليل على أن الهاشميين هم المظلة الجامعة للعشيرة الأردنية الواحدة وعلى راسهم جلالة الملك الذي يرفض ما حدث من جريمة نكراء والتي غضب لها كل اردني وفي مقدمتهم راس الهرم الأردني وملامح الغضب والحزن واضحة للجميع وهو يقدم واجب العزاء لفقدان الأردن أبن لها وضابط من أبناء جهاز الامن العام .
تعزية جلالة الملك لذوي الشهيد الدلابيح لم تأتي كأي عزاء واسقاط للواجب وانما حملت في مضمونها رسالة جامعة ومانعة أن الأردن وأبناءه خط أحمر لا يقبل النقاش أن الدولة الأردنية ستبقى تضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالعبث والخراب بأمن واستقرار الوطن.
من هنا فان الواجب يتطلب التفافنا حول منظومة أسسها الاباء والاجداد وصون الاردن من كل ما يستهدفه وان كنا لا نتفق مع بعض السياسات الحكومية او النيابية الرعناء وعدم وجود حلول سريعة لظروف إقتصادية استهلكت صبرنا ومافي جيوبنا وهذا ما يتوجب أن تلتفت الحكومة ممثلة بفريقها الوزاري للواقع وأن تاخذ على عاتقها العمل المؤسسي المجدي وليس إطلاق الشعارات والاكتفاء بالغياب .
رحم الله الشهيد الدلابيح الذي التحق بكوكبة الشهداء الذين قضوا في سبيل أمن الأردن واستقراره، وقد ترك لأحبته خير ذكرى سائلين الله له الرحمة ولذويه ورفاق السلاح الصبر والسلوان، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.