أحمد الضامن
استطاع الأردن على مدار العقود الماضية، من المحافظة على ما بناه خلال المئة عام، وذلك بفضل حكمة القيادة ووعي الشعب الأردني، والأهم وجود التلاحم الوطني والانسجام المجتمعي بين كافة أطيافه.
وبين الحين والآخر، نجد هنالك من يحاول مس وجدان الأردنيين وثوابتهم، بالحديث عن بعض الدعوات الواضحة في هدفها المنحرف، والبعيدة كل البعد عن أي هدف وطني، فما هي سوى بث للسموم والفتن بين أبناء الشعب الأردني، الذين أصبحوا متيقظين لمثل هذه الدعوات المغرضة والتي تهدف لافتعال التوترات، دون أي قرب من الواقع والحقائق، فما هي سوى أفعال خبيثة يطلقها البعض من وراء الشاشات، ومن الخارج لضرب الوحدة الوطنية.
الأردن وطن كبير بقيادته ومؤسساته الراسخة، ويسير بخطى ثابتة وواثقة؛ نحو التقدم والازدهار وتحقيق التقدُّم والإصلاح والتطلعات المنشودة، إلا أن هنالك من يحاول العبث مراراً وتكراراً في تلك الخطى، إلا أنه وفي كل محاولة يجد الوحدة الوطنية والوئام، والالتفاف حول القيادة، كسد منيع في وجهه، لا تعطي أي فرصة لهؤلاء الذين يسعون لبث الفرقة والخلاف من تحقيق مطامعهم وحقدهم.
استطعنا بفضل حكمة وحنكة القيادة من قيادة السفينة إلى بر الأمان، برغم كافة العواصف المحيطة بالأردن، ولا أحد يخفى عليه المخاطر الخارجية والتحديات الكبيرة، خصوصاً بهذه المرحلة، إلا أنه ستبقى مسيرتنا بيضاء، رافضين أي أجندات يسعى الطامعين لتحقيقها في وطننا الحبيب.
الوطن يمر في مرحلة إصلاحات جذرية تفضي إلى تحسين واقع الحال ومعيشة الأردنيين، وتعزيز الحياة السياسية والحزبية، والأهم التصدي الأكبر للفساد والفاسدين، والعمل على إنجاح المشروع الإصلاحي الجاري حالياً، والذي لا بد من الالتفاف حوله والتأكيد بوجه المغرضين بأن الأردن قادر على إحداث التغيير وصنع الفارق، والتشويش على مبتغاهم.
نحن نحتاج لوقفة حقيقية ثابتة من كافة فئات المجتمع دون استثناء، والتنبّه للأخطار التي تحيط بنا، ومواجهتها بالتلاحم والوقوف خلف القيادة، فالأردن كان وسيظل عصياً على عبث العابثين وأطماع الطامعين، والمغرضين، وسيبقى الأقوى في وجه الذين لا يريدون إصلاحاً حقيقياً.