في قفزة وُصفت بأنها تاريخية في أسواق المعادن الثمينة، أنهت عقود الذهب الآجلة تعاملاتها الأسبوعية يوم الجمعة عند مستوى قياسي جديد، لتغلق فوق حاجز 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق، مدفوعة بموجة صعود قوية تعكس الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
ووفق بيانات بورصة كومكس الأمريكية، أغلقت عقود الذهب لتسليم ديسمبر/كانون الأول 2025 عند 4,000.40 دولارًا للأونصة، مرتفعة بنحو 27.80 دولارًا أو ما يعادل 0.70%، لتسجل بذلك الارتفاع اليومي الثالث على التوالي وتؤكد استمرار الزخم الإيجابي في السوق.
شهدت جلسة الجمعة تذبذبًا واسعًا في الأسعار، حيث تحركت الأونصة ضمن نطاق تراوح بين 3,961.20 دولارًا كحد أدنى و4,038.60 دولارًا كحد أقصى، وسط إقبال متزايد من المستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى على الذهب كأداة تحوّط في مواجهة التقلبات الاقتصادية.
يواصل الذهب أداءه الاستثنائي خلال عام 2025، إذ يتداول قريبًا من أعلى مستوى له خلال 52 أسبوعًا عند 4,081 دولارًا للأونصة، محققًا مكاسب سنوية تجاوزت 21% منذ بداية العام.
ويُعزى هذا الأداء إلى تراجع الدولار الأمريكي، وارتفاع توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب زيادة الطلب من البنوك المركزية العالمية.
يرى خبراء الأسواق أن تجاوز الذهب حاجز 4000 دولار يمثل مرحلة جديدة في تاريخ المعدن النفيس، إذ يعكس تحوّلًا في النظرة الاستثمارية العالمية، ويؤكد استمرار الطلب القوي على الذهب كأصل استراتيجي.
ويُرجّح المحللون أن يواصل الذهب مكاسبه في الأسابيع المقبلة، مع احتمالية اختبار مستويات تتجاوز 4100 دولار للأونصة، في حال استمرار العوامل الاقتصادية الراهنة دون تغييرات جوهرية، لا سيما في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتراجع عوائد السندات الأمريكية.