في حلقة استثنائية من برنامج "مسافة صفر" على قناة نون، استضاف الباشا سمير الحياري شخصية أردنية بارزة تركت بصمة واضحة في تاريخ المملكة الحديث: معالي السيد منصور حكمت النابلسي. لم تكن المقابلة مجرد استعراض لتاريخ مضى، بل كانت نافذة مشرعة على فكر رجل دولة خبير، يمتلك رؤية عميقة للتحديات والفرص التي تواجه الأردن.
تجلت عفوية النابلسي وسلاسة حديثه في استعراض محطات مفصلية من تاريخ المملكة، مقدماً تحليلات قيمة ومواقف واضحة حول قضايا حيوية. ولم يتردد في ذكر أسماء رؤساء وزراء تركوا بصمات قوية في مسيرة الوطن، مما أضفى على الحوار بعداً تاريخياً وشخصياً مؤثراً.
لكن ما أسر المستمعين، وتجاوز حدود المعلومة التاريخية، هو ذلك الشغف الوطني المتدفق من قلب النابلسي. حديثه لم يكن مجرد سرد وقائع، بل كان تعبيراً صادقاً عن محبة عميقة للأردن، وحرص لا يلين على مصلحته العليا. فالنابلسي، كما وصفه الكثيرون، شخصية قريبة من القلب، تستشعر نبض الوطن وتتفاعل مع قضاياه بصدق وإخلاص.
لا يتردد النابلسي في إبداء رأيه النقدي، وهو نقد بناء ينطلق من حرصه على تصويب المسار وتعزيز نقاط القوة. فهو يمتلك القدرة على تسليط الضوء على مواطن الخلل والأخطاء، لا بهدف التجريح، بل انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن النقد البناء هو محرك أساسي للتطور والتقدم. هذا النهج المسؤول يعكس وعياً عميقاً بمتطلبات المرحلة وتحديات المستقبل.
إن الحديث عن منصور حكمت النابلسي يقودنا حتماً إلى استعراض خبرته الواسعة والمتعمقة في عالمي الاستثمار والدبلوماسية. فهو خبير يُشار إليه بالبنان في هذين المجالين الحساسين، يمتلك القدرة على فك شفرات التعقيدات الاقتصادية والسياسية، وفهم ديناميكيات السوق العالمي والسياسة الدولية. هذه المعرفة المتخصصة جعلت منه مرجعاً موثوقاً للعديد من المؤسسات والأفراد، ومكنته من تقديم استشارات قيّمة ساهمت في توجيه السياسات الاقتصادية والدبلوماسية الأردنية.
مقابلة السيد النابلسي على "مسافة صفر" لم تكن مجرد لقاء عابر، بل كانت فرصة لإعادة تعريف الجمهور بجزء هام من تاريخ الأردن الحديث، وللتأكيد على قيمة الخبرة الوطنية الصادقة في بناء مستقبل مشرق. إن صوت منصور حكمت النابلسي يظل صوتاً مسموعاً ومحترماً، يهدي بنبرة الخبير المحنك، ويُلهم بروح الوطني الغيور، ليظل قامة شامخة في سماء الأردن، تضيء دروب الدبلوماسية والاقتصاد، وتساهم في رفعة الوطن وازدهاره.